حالة من الترقب تسيطر علي أوساط المراقبين مع استمرار تقلبات أسواق الصرف العالمية نتيجة تداعيات الأزمة المالية الأمر الذي أصاب الجميع بالحيرة فعندما انهار الدولار في بداية الأزمة في نهاية 2008 انطلقت الأصوات منادية بضرورة ترسيم معالم عملة الاحتياطي الدولي وضرورة اشراك اليورو بدور أكبر في هذا الاطار وهدأت الأجواء وظلت النيران خاملة تحت الرماد حتي انفجرت مجددا مع أزمة اليورو وحدثت عملية عكسية نجم عنها تراجع اليورو إلي أقل معدلاته وصعود الدولار حيث وصف خبراء دوليون سياسات كثير من الدول في تقويم احتياطتها بالمهترئة لأنها لم تكن في حالة توازن ويبدو أن الاجتماعات المستمرة الحالية بين دول الاتحاد الأوروبي وحرب العملات بين الصين والولايات المتحدة تستدعي مواجهة هذا الخطر وفي ظل تطورات ثورة الخامس والعشرين. وبالرغم من أن الخبراء أكدوا ل"الاسبوعي" أن الادارة المرنة للاحتياطي النقدي جنبت الاقتصاد المصري الصدمات العنيفة التي كان سيمني بها نتيجة التذبذب والتقلبات العنيفة التي شهدتها أسعار الصرف إبان الأزمة إلا أن خبراء قالوا إن البنك المركزي مطالب بزيادة الوزن النسبي لعملات أخري داخل المحفظة وعدم تركيز الاحتياطي في عملتين غير مستقرين ودعت أصوات أخري إلي ضرورة زيادة حصة الذهب في الاحتياطي وضرورة الافصاح بشفافية عن هيكل الاحتياطي النقدي في التقارير الدورية للبنك المركزي. الأوزان النسبية من جانبها قالت الدكتورة منال متولي مدير مركز الدراسات الاقتصادية بجامعة القاهرة إنه بالرغم من إدارة المركزي المرنة للاحتياطي خلال الأزمة إلا أن تمثيل العملات داخل محفظة الاحتياطي للمركزي لازال ضعيفا ويحتاج الأمر إلي مزيد من التنويع وبأوزان نسبية مناسبة جيدة ممثلة لعملات كثيرة ذات ثقل علي الساحة وقالت إنه مهما بلغت درجة التنبؤ بتقلبات سعر الصرف فإن الاحري هو مزيد من التنويع وعدم التركيز فقط واهمال عملات أخري فيجب زيادة حصة عملات أخري مثل الفرنك السويسري والين الياباني واليوان الصيني لدول أصبحت شريكاً اقتصادياً كبيراً لمصر. وقالت إن المركزي لابد أيضا أن يقوم بنشر هيكل العملات في الاحتياطي النقدي في نشراته الدورية وذلك في إطار مزيد من الشفافية والافصاح حتي تكون هناك مصداقية. سيناريو سيئ وهو ما أكده الدكتور محمد النجار الخبير الاقتصادي حيث أوضح أن المركزي مطالب بالكشف عن هيكل العملات داخل محفظة الاحتياطي بصفة دورية معتبرا أن تطبيق مفهوم سلة العملات بهذه النسب التي كشف عنها قد لا يكون سليما لأن وجود 80% من السلة للدولار أمر غير جيد فسلة العملات بمفهومها الأشمل عدد كبير من العملات مثلما تطبق في دول كثيرة التي تسعي لتجنب آثار الأزمات وامتصاصها بأقل الاضرار فتكون السلة بها عدد كبير من العملات بنسب متفاوتة وليس بالنسبة التي تم الكشف عنها مؤخرا. ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبدالعظيم إن الدولار سيبقي عملة الاحتياطات المسيطرة علي العالم وهذا يتضح جليا في الاحتياطات المكونة علي مستوي العالم رغم الدعوات التي تنطلق بين الحين والآخر بضرورة تقليص حصة الدولار من الاحتياطي وهذا لم يتغير سواء قبل أو بعد الأزمة فالدولار هو العملة الرئيسية والأهم الآن هو السيناريوهات القادمة التي سيشهدها الدولار في ظل التقلبات التي يشهدها السوق حاليا فالسيناريوهات القادمة يصعب التكهن بها فالذهب يواصل رحلة صعوده ومن المرجح أن يصل سعر الأونصة آخر العام إلي 2300 دولار وهذا صعود كبير يجعلنا نتساءل هل سيعود العالم إلي قاعدة الذهب؟؟ لكن هذا أمر مستبعد وأعتقد أن الذهب قد يشغل حصة من الاحتياطي النقدي خلال الفترة المقبلة كلها تكهنات تثار حاليا ولكن تبقي قراءة الأحداث صعبة في ظل الأجواء الحالية.