وسط حالة من الترقب وعدم اليقين تنعقد آمال شركات الاستثمار العقاري علي الموسم الصيفي وعودة العاملين في الخارج لتصريف منتجاتها الراكدة في السوق من وحدات سكنية بارت ولم تجد من يشتريها بسبب الآثار التي خلفتها الأزمة المالية العالمية منذ أواخر عام 2008 وسط حالة من الثبات السعري المسيطرة علي الأجواء وإن كانت هناك تحركات سعرية نحو الهبوط ولكنها كما يصفها الكثيرون لا تغني ولا تسمن من جوع. البنوك من جانبها هذا العام تسعي لاستغلال الموسم الصيفي لتحفيز السوق من خلال تنشيط قطاع التمويل العقاري وسط حالة من المنافسة المحتدمة عبر إنشاء إدارات للتمويل العقاري بالإضافة إلي إطلاق بعض البنوك شركات متخصصة في مجال التمويل العقاري ومن ضمن الأنظمة التمويلية التي تراهن البنوك عليها الأنظمة الإسلامية في التمويل العقاري اللافت للنظر هو سعي البنوك لإنشاء شركات متخصصة في التمويل العقاري وعدم اكتفائها بتخصيص محفظة للقروض وهو أمر اعتبره الكثيرون التفافا حول قانون البنك المركزي الذي يمنع البنوك من تخصيص أكثر من 5% من المحفظة للتمويل العقاري. أما الضمانات المطلوبة من قبل البنوك فقد اتخذت سياسات ائتمانية مرنة حتي يصل التمويل العقاري إلي شرائح أكبر من المجتمع خصوصا بعد أن عم الركود قطاع الإسكان الفاخر حيث تسعي البنوك إلي استهداف الوحدات السكنية الاقتصادية وتقوم البنوك بتمويل الوحدة بما يتراوح بين 65 و80% من قيمة العقار شريطة ألا يتجاوز القسط المقتطع 40% من إجمالي الرواتب.. المثير أيضا أن البنوك سعت لاستقطاب شريحة العاملين بالخارج خصوصا في الموسم الصيفي من خلال السماح لهم بالحصول علي وحدات سكنية بنظام التمويل العقاري من خلال خطاب مفردات راتب من الشركة التي يعمل بها في الخارج موثق بختم السفارة المصرية في البلد التي يعمل به وبعض البنوك تطلب التوثيق من الخارجية. ويؤكد سامي عبدالعزيز رئيس شركة "سما" للاستثمار العقاري أن التمويل العقاري يشهد في الفترة الحالية إقبالا متزايدا من قبل البنوك متوقعا أن يسهم التمويل العقاري في تنشيط السوق خلال الفترة المقبلة.. وأوضح أن مستويات الأسعار الآن في السوق جاذبة للشراء وشريحة كبيرة من الشارع ترغب في التعامل بالتمويل العقاري وهو ما يشير إلي نمو مطرد في هذه الثقافة الجديدة. توقع أن تنشط حركة البيع خلال الموسم الحالي بعد هدوء ما وصفه بالعاصفة وزوال حالة عدم اليقين التي سيطرت علي الأجواء الفترة الماضية. لكن عبدالعزيز قال إنه بالرغم من التنافس المحموم في السوق بهذا الصدد فإن هذه المنافسة ستصطدم كثيرا بسعر الفائدة الذي مازال مرتفعا حيث يتراوح متوسطه في السوق حول 13% بشكل متناقص. قائلاً إنه من المفترض أن يكون السعر السائد في السوق خلال الفترة المقبلة 9% متناقصة وهو أمر سيتطلب مزيدا من الوقت. ويشاركه الرأي أحمد علاء ميسرة الخبير المصرفي بالبنك العقاري العربي حيث أكد أن الموسم الحالي سيشهد نشاطا كبيرا في السوق مدعوما بزيادة الإقبال علي التمويل العقاري. أوضح أن الإسكان المتوسط هو نجم السوق في الفترة الأخيرة وهي الشريحة التي ترغب في الحصول علي التمويل العقاري وليس الإسكان الفاخر الذي ساد خلال السنوات الماضية. أشار إلي أن السوق العقاري في مصر مستقر ولا يشهد تقلبات متسارعة وهذه ميزة كبيرة. من جانبه يقول وائل صلاح رئيس شركة نوبل هاويس للاستثمار العقاري إن التمويل العقاري سينشط خلال الفترة القادمة وسيسهم بنسبة كبيرة في كسر جمود السوق الموسم الحالي.. وقال إن سوق التمويل العقاري المحلية تحتاج إلي دخول الكثير من البنوك وتحتاج إلي ميزانية تضاهي 10 أضعاف الميزانية المتاحة. وقلل صلاح من أهمية توسع البنوك في التمويل العقاري قائلاً: إن شروطها في هذا الصدد مازالت مجحفة وقال إن السوق لن يستفيد من التمويل العقاري سواء في هذا الموسم أو غيره معتبرا أن نظام التمويل العقاري لا يناسب البسطاء خاصة أن الأغنياء غير محتاجين للتمويل العقاري.