قال ديفيد هال جونز وهو محامٍ في هونج كونج ورئيس نادي "ميكونج" إن الشركات والمؤسسات التجارية في هونج كونج تعهدت بدعم مشروع مكافحة الاتجار بالبشر مشيراً إلي أن أصحاب الوظائف الرفيعة يلعبون دوراً رئيسياً في عملية المكافحة وتعد هونج كونج قاعدة مثالية لمبادرة مكافحة الاتجار بالبشر نظراً لموقعها الاستراتيجي كما تملك المدينة إمكانات مالية هائلة. وتعد هذه المبادرة هي الأولي من نوعها في العالم لكن ماثيو فريدمان المدير الإقليمي لمشروع الأممالمتحدة يري أنه يجب ألا تكون الأخيرة إذ يقول "هي تتيح إمكانية أن تصير مثالاً يحتذي به ليس فقط بالنسبة إلي منطقة جنوب شرق آسيا ولكن لجنوب آسيا وبقاع أخري بالعالم". وتقول صحيفة الجارديان إن أصحاب الوظائف الرفيعة الذين يعملون نهاراً في مكاتب تقع في مبان شاهقة الارتفاع وتحتدم بينهم الخلافات داخل غرف مجالس الإدارة ويتقاضون رواتب فلكية من كبريات الشركات القانونية والمالية وشركات الاتصالات في هونج كونج لكن بعد ساعات العمل يعملون كعملاء سريين في الحرب علي الاتجار بالبشر في آسيا حيث يستخدمون خبرتهم المهنية في مساعدة نحو 9.5 مليون شخص من ضحايا الاتجار بالبشر في مختلف أنحاء المنطقة. وقد تبدو محنة الأشخاص من ضحايا الاتجار بالبشر ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بنمط حياة هؤلاء الأشخاص الذين يشغلون وظائف رفيعة بالمدينة لكن نادي زميكونجس الذي أنشئ حديثاً يهدف إلي تضييق الفارق الاجتماعي. وتضم المجموعة علي حسب ما ذكرته الصحيفة صفوة الموظفين في هونج كونج تهدف إلي توفير محامين علي أعلي مستوي يتولون متابعة القضايا أمام المحاكم وتعقب أموال مهربي البشر في البنوك وإنشاء خطوط ساخنة لخدمة ضحايا الاتجار بالبشر. ويتزعم هذه المبادرة المشروع المشترك للأمم المتحدة من أجل مكافحة الاتجار بالبشر في الدول الست المشتركة في نهر ميكونج وهي الصين وتايلاند وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا. ويقول جونز نريد الاستعانة بأفضل العقول في آسيا لمكافحة العبودية. وتستطيع هونج كونج أن تقود عملية التصدي لظاهرة الاتجار بالبشر. كما يقول ماثيو فريدمان إنه مسرور بهذا الحماس من جانب أعضاء النادي والكثير منهم حريص علي عدم الكشف عن هويته بسبب طبيعة عملهم. وتابع "الكثيرون من المواطنين في هونج كونج ناجحون في حياتهم ويشغلون مراكز مرموقة ويرفلون في حياة رغدة وهم يريدون حقيقة رد الجميل للمجتمع". وأضاف فريدمان "إن التصدي للاتجار بالبشر فرصة لا تقاوم بالنسبة إلي الكثير من الناس فهذا هو الشيء الصواب الذي يفعله أي إنسان فهو أمر يتعلق بالعبودية تلك الممارسة المرفوضة أخلاقياً لذلك هم يريدون أن يفعلوا أي شيء للمساعدة في التصدي لها".