ليس من السهل علي سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع أن تتعايش مع فكرة السجن، فهي من غرقت لسنوات في أوهام امتلاك ناصية الكون، وتحريك كل التفاصيل في الوطن إلي الدرجة التي ظن فيها الرايح والغادي أنها سترشح نفسها لجائزة نوبل . أتذكر الآن ملامح عميدة لإحدي الكليات كانت تحضر واحدة من اللجان المتعددة في المجال الثقافي، واقترحت أن تقوم اللجنة بترشيح سوزان مبارك لجائزة نوبل، وعلي الرغم من أن الجميع حسبوا حساب وصول هذا الترشيح للقصر الحاكم، إلا أن اللجنة بأكملها رفضت الفكرة علي أساس أننا لا نملك إنجازا خارقا قامت به السيدة سوزان كي نرشحها لتلك الجائزة . ولا أدري كيف تفكر العميدة التي تقاعدت منذ سنوات، ولا أدري ما الذي يدور في رأس السيدة سوزان مبارك من حقائق عن أرقام الحسابات السرية أو العلنية التي قيل إنها تملكها في بنوك العالم، ولا أدري أي عبقرية ستسترجع لنا تلك الأموال . والحقيقة أن الخيال يذهب إلي أيام السيدة تحية كاظم حرم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، والتي لم تحشر نفسها ذات يوم في أي نشاط خارج حدود منزل الرئيس في منشية البكري ، ويتابع الخيال رحلته إلي بداية دخول السيدة جيهان السادات إلي حلبة العمل الاجتماعي ، وقد سمعنا الكثير عن رغبتها في تحجيم كوكب الشرق أم كلثوم، وقد أنكرت السيدة جيهان ذلك ، ولكن الواقع والوقائع أكدت أن دار أم كلثوم للخير، ورأينا ظهور جمعية الوفاء والأمل التي كانت ترأسها السيدة جيهان، وصارت أثرا من بعد عين، ولم يعد للتلك الجمعية أدني أهمية سوي شكاوي العاملين بها. وطبعا تكاد جمعية الرعاية المتكاملة أن تلحق بجمعية الوفاء والأمل، علي الرغم من اتساع نشاط الجمعية في نواح مختلفة . وكلي أمل أن يتم ضم كل الجمعيات التي تم إنشاؤها تحت رئاسة جيهان السادات وسوزان مبارك تحت قيادة الحكيم الكريم د.عبد العزيز حجازي، فقد جمعت كل من تلك الجمعيات ملايين من الجنيهات، واتسع نشاطها نتيجة رئاسة زوجات الرؤساء لها، وأتمني أن نستفيد من نشاط الجمعيات بعد انتهاء سطوة ونفوذ زوجات الرؤساء الراحل منهم والمسجون.