سبقت الهند مصر في أشياء كثيرة منها "الديموقراطية" سواء في التطبيق أو إجراء الانتخابات واستخدام الآليات التكنولوجية في التصويت والفرز وإعلان النتائج بعيدا عن اللعب في الجداول الانتخابية أو التزوير في الأصوات والنتائج. التقت العالم اليوم "الإسبوعي" مع د. اس واي. قريشي رئيس اللجان الانتخابية بالهند للتعرف علي ما يحدث في الهند وإمكانيات تطبيقه في مصر حيث أكد أن بلاده ذات التعدد العرقي والديني والسياسي وظروف المناطق النائية وارتفاع نسبة الأمية. استطاعت منذ عام 1998 تصنيع الماكينة الهندية الخاصة بالتصويت وقال إن هذه الماكينة توفر الضمان للمصوت والناخب والحصول علي النتائج الصحيحة في فترة زمنية لا تزيد علي 12 ساعة كما توفر كميات الورق، وتسهل للأميين معرفة الرموز والكتابة، وذلك من خلال ضغطة علي زر الماكينة في ثوان معدودة.. ولفت د. القريشي إلي أن الظروف في مصر تتطلب نظام الانتخاب بالقائمة الموحدة بدلا من القائمة النسبية المعقدة نظرا لوجود نسبة كبيرة من الأميين. وعن تفاصيل الماكينة العجيبة وكيفية استخدامها ومميزاتها، والإجراءات التي ستتبعها مصر في الانتخابات البرلمانية والرئاسية كان هذا الحوار: * ما الهدف من زيارتكم لمصر في مثل هذا التوقيت وبالتحديد في أعقاب نجاح الثورة المصرية؟ ** الزيارة بدعوة من وزير العدل المصري محمد عبدالعزيز الجندي للاطلاع المسئولين المصريين علي النظام المتبع بالهند فيما يتعلق بإجراء عمليات الانتخابات التي تشهدها جميع المدن الهندية من شرقها إلي غربها ومن شمالها إلي جنوبها، وتم اللقاء مع الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء والدكتور نبيل العربي وزير الخارجية المصري والدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلي جانب اللجنة المصرية العليا للانتخابات الرئاسية واللجنة المصرية العليا للانتخابات البرلمانية. التجربة الهندية * وماذا عن التجربة الهندية وكيف يمكن أن تستفيد مصر منها؟ ** الهند تستطيع أن تتحكم في إجراءات الانتخابات بشكل كبير وعلي سبيل المثال فقد تم في الانتخابات العامة عام 2009 الاستعانة بنحو 11 مليون موظف للمشاركة في تنظيم الانتخابات بالهند، وقامت رئاسة اللجنة الانتخابية بتدريب هذه الاعداد الغفيرة من الموظفين، وهي تعتبر مهمة شاقة لأن المطلوب هو أن تصل نسبة النجاح في العملية الإنتخابية إلي 100% وليس أقل بحيث تكون نسبة الخطأ صفرا. كما أن هناك صعوبات في إجراء العمليات الانتخابية ومنها كما يتم في كشمير حيث إن هناك مناطق لمراكز الاقتراع تصل ارتفاعها إلي نحو 13 ألف و6000 قدم إلي جانب التنوع في المناطق الجغرافية هناك تنوع في اللغات والديانات فهناك ما يقرب من 18 لغة رسمية بالهند، وبالرغم من هذا الكم من اللغات يتم في عملية الانتخاب استخدام لغة أو اثنين علي الأكثر في مراكز الاقتراع المختلفة كما توجد مشكلة أخري وتحد كبير تواجهه الهند كما يحدث في مصر وهو أن نسبة الأمية تصل إلي نحو 35% من عدد السكان ويبلغ عدد الناخبين 714 مليون ناخب و835 ألف مقر انتخابي، وحتي نتغلب علي تلك المشكلات تم تصنيع الآلة الالكترونية المزودة بالرموز والعلامات التي تسهل علي الناخب معرفتها والضغط عليها عند عملية الاقتراع، وتعطي النتائج بسرعة شديدة ويمكن استخدامها لإعداد كبيرة جدا ويتم في الهند استخدام 18.1 مليون ماكينة تصويت. الماكينة العجيبة * وهل يمكن تصنيع تلك الماكينة في مصر للاستفادة منها؟ ** طريقة التصنيع للآلة الانتخابية "العجيبة" سهلة التصنيع وتستخدم في الانتخابات الهندية منذ عام 1998 وتشبه الآلة الحاسبة وتكنولوجيتها قديمة جدا كما أنها سهلة الاستخدام وتستغرق الالة من 3 إلي 4 ثوان حتي يقوم المصوت بالضغط عليها، ويتم إعلان النتائج بعد 12 ساعة فقط، كما أنها وفرت مئات الأطنان من الورق كانت تستخدم في النظام القديم للتصويت.