خلت أحاديث كل المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية حتي الآن من أية اشارة ولو عابرة لتجاوز المرحلة الصعبة التي يجتازها اقتصادنا الآن.. لقد تباري المرشحون لهذا المنصب الرفيع في الحديث عن كل شئ وكل القضايا السياسية والاقتصادية المتعلقة بالمستقبل .. وتباروا أيضا في تقديم الوعود المختلفة ابتداء من مستوي معيشي أفضل، وعدالة اجتماعية كاملة، وديمقراطية غير منقوصة، ولكن لم يقل لنا أحد من هؤلاءالذين من المفترض أن يتولي أحد منهم مسئولية رئاسة الجمهورية اذا اختاره الناخبون ماذا نحن فاعلون ازاء الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه حاليا؟! ربما يقول لنا هؤلاء المرشحون أن من سيتولي منهم مسئولية رئاسة الجمهورية سيتم ذلك بعد تسعة أشهر وربما أكثر، خاصة وأن موعد الانتخابات الرئاسية لم يتحدد بعد، وان كان من المفترض حتي الآن أن تتم في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي تقررت في سبتمبر القادم.. بينما الفترة العصيبة في الاقتصاد ستكون قد انتهت طبقا لتقديرات رئيس الحكومة الحالي د.عصام شرف الذي قدر نحو ست أشهر للخروج من المأزق الاقتصادي الحالي وتجاوز المرحلة الاقتصادية العصيبة التي نعيشها حاليا.. أي أن هؤلاء المرشحين لا تعنيهم بالتالي هذه المرحلة العصيبة وإنما ما بعد هذه المرحلة. وقد يري البعض أن هذا تبرير معقول لتجاهل هؤلاء المرشحين الحديث عن الأوضاع الاقتصادية الراهنة.. ولكنه في حقيقته ليس مقبولا لأن ما سيحدث مستقبلا اقتصاديا سيكون نتيجة ما ستفعله الحكومة في هذه المرحلة وما ستتخذه من قرارات لمواجهة هذا الموقف العصيب اقتصاديا.. أي أن تجاوز هذه المرحلة الصعبة اقتصاديا يجب أن يكون علي رأس اهتمامات كل من يتطلع لأن يتولي رئاسة الجمهورية بعد بضعة أشهر فالمفهوم أنه يتمني أن يتسلم اقتصادا تجاوز مرحلته العصيبة ويقف علي قدميه وقادر علي الانطلاق إلي الأمام، وليس اقتصادا استنزف كل احتياطياته من النقد الأجنبي، وزادت ديونه الخارجية بعد اقتراضه نحو عشرة مليارات دولار جديدة، وارتفع العجز في موازنته إلي أكثر من 10% كما يتوقع وزير المالية من هنا تصير معرفة رؤية وتصور هؤلاء المرشحين أمرا ضروريا بل وملزما لهؤلاء المرشحين الذين يتبارون للوصول إلي منصب رئيس الجمهورية. نريد أن نعرف من كل منهم كيف يمكن تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها اقتصادنا.. ونريد أن نعرف هل هم لديهم ملاحظات علي أداء الحكومة الحالية وهي حكومة انتقالية.. وهل لديهم اقتراحات محددة لها حتي تقود سفينة الاقتصاد المصري وسط الامواج العاتية بسلام؟ إن رؤية هؤلاء المشرحين في تجاوزنا الأزمة الاقتصادية الراهنة سوف تساعد الناخبين علي حسن الاختيار وتحديد مواقفهم تجاه كل مرشح علي حدة. وان كان الناخبون يهمهم اقامة ديمقراطية يتطلعون إليها، فإنهم يريدون هذه الديمقراطية لتصنع لهم سياسات اقتصادية تحميهم وتقيهم من الأزمات والمشاكل الاقتصادية، وترفع من مستوي معيشتهم. واعتقد أن أي مرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية يتقاعس عن ذلك إنما يضر نفسه ويلحق الأذي بحملته الانتخابية. عبد القادر شهيب