ما إن نجحت ثورة 25 يناير حتى انطلقت ثورة الأحزاب بإعلان جماعات متعددة وناشطين من المشاهير عن إعلان اطلاق أحزابهم، وكانت أكثر الأحزاب تلك التى ولدت من رحم الثورة وقد حملت أسماء متقاربة بل وبرامج متشابهة إلى حد كبير مثل أحزاب شباب التحرير وشباب 25 يناير والتحرير وحزب شباب الأمة وشباب المستقبل والميدان الحر والصحوة وكلها تحوى برامجها الإيمان بالوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية وعدم الخلط بين الدين والسياسة والديمقراطية والمشاركة السياسية. وعلى الصعيد الاقتصادى نادت هذه الأحزاب بنشاط كبير للقطاع الخاص مع تدخل حكومى نسبى فى النشاط الاقتصادى إلى الوحدة العربية. كما أعلنت أحزاب أخرى مثل حزب اللجان الشعبية ويضم الشباب الذى قام بحماية مصر أثناء غياب الشرطة وحزب الكنتاكى المناهض للفساد ويجمع شباب التحرير. كذلك ظهرت أحزاب ذات اهتمام خاص بالشأن الاقتصادى مثل حزب الرواد ومؤسسة حسن زكى حسن رجل الأعمال المعروف ويدعو برنامج حزبه إلى ريادة الأعمال ودورها فى بناء اقتصادات الدولة، والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم القطاع الخاص مع تطوير قطاع الأعمال العام. ويتبنى زكى فى برنامج حزبه مشروع قومى لإسكان الشباب يعتمد على حصول الشباب على شقة إيجار فى بداية حياته يقوم بالتنازل عنها لشاب آخر فور تمكنه من تحقيق مستوى معيشى أفضل. كما أعلن وائل الإبراشى ومرتضى منصور وعمرو خالد وأيمن نور وكمال أبوعطية عن إنشاء أحزاب جديدة. أحزاب دينية إلا أن ما ولد المخاوف لدى هذه الأحزاب الليبرالية انطلاق أحزاب أخرى ذات مرجعية دينية سواء إسلامية أومسيحية، حيث أعلن عبود الزمر منذ الإفراج عنه عن إطلاق حزب الجماعة الاسلامية ودعا الأحزاب الدينية الأخرى إلى تكوين ائتلاف حزبى يجمع حزب الجهاد الإسلامى، وحزب السلفيين وحزب الاتحاد من أجل الحرية الذى يرأسه المحامى الإسلامى منتصر الزيات والزمر كان قد استبعد حزب الإخوان المسلمين من هذه الدعوة إما لخلافات فكرية أولكونه حزبا شديد التنظيم ليس فى حاجة إلى هذا الائتلاف، وهذا ما أعلنه الزمر نفسه. وعلى الجانب الآخر نشأت أحزاب ذات مرجعية دينية مسيحية مثل حزب الاستقامة برئاسة عادل فخرى دانيال وهو حزب كان قد أسس عام2009 بمباركة الحكومة السابقة وقد أعلن عن نفسه مؤخرا تحت شعار "مصريون بعد الأديان، مصريون لآخر الزمان"، وقد استنبط اسمه من العبارة الشهيرة التى يرددها الإمام قبل بدء الصلاة فى الجوامع "استقيموا يرحمكم الله" وقد أعلن دانيال عن نيته للترشح لرئاسة الجمهورية مؤخرا، ومن أغرب الأفكار ببرنامج حزب الاستقامة تلك التى تدعو إلى وضع حد أقصى لاحتراف اللاعبين بعدد 3 مواسم وإلغاء عبارة شراء اللاعب لأن الشراء يطلق على العبيد، ولجان للتفتيش على حسن مظاهر الموظفين المتعاملين مع الجماهير. وتماشيا مع الثورة فقد أعلن دانيال فى برنامجه الجديد عن إلغاء معاهدة كامب ديفيد، والتمسك بالمادة الثانية للدستور إلا أن هذا الحزب لم يلقى قبولا من حزب الأقباط المتحدين الذى يدعو إلى تكتل الأقباط والمطالبة بحقوقهم وكان الحزب قد رصد قائمة بأسماء الشهداء من الأقباط الذى راحوا ضحية لأحداث الفتنة الطائفية عبر سنوات عديدة ماضية ويتخذ شعار "يسوع هو الحل". قانون الأحزاب وقد جاء قانون الأحزاب الذى صدر مؤخرا عن المجلس العسكرى محاولا الحد من هذه المهاترات الحزبية، حيث حظر تأسيس الأحزاب على أساس دينى أو جغرافى أو طبقى أو طائفى على أن يكون انشاء الأحزاب بالاخطار للجنة قضائىة للنظر فى الجوانب الاجرائىة، كما اشترط القانون ألا يقل عدد أعضاء الحزب عن 5 آلاف عضو فى 10 محافظات بواقع 300 عضو بكل محافظة. كما تم الغاء الدعم الحكومى للاحزاب لتفويت الفرصة على غير الجادين، والأهم من ذلك فقد أعلن أعضاء المجلس