بعد الموافقة علي التعديلات الدستورية بات من المنتظر الإعلان عن موعد الانتخابات البرلمانية قبل الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية ومن أجل كل هذه الانتخابات بدأ الصراح بين الأحزاب السياسية للسيطرة علي نسبة عالية من أصوات الشارع للحصول علي عدد من مقاعد أول برلمان ديمقراطي في تاريخ مصر ، والمقرر إجراء الانتخابات عليه في شهر أكتوبر القادم وقبل الانتخابات الرئاسية . وبعد أن نجحت ثورة 25 يناير في إزاحة الرئيس حسني مبارك عن الحكم بدأت أنظار الجميع تتطلع إلى تكوين أحزاب جديدة ، خاصة أن الشباب وجدوا أن الفرصة باتت متاحة بشكل قوي للمشاركة في العمل السياسي وتكوين الرأي العام ، لكن الغريب أن الطفرة التي لم تشهدها مصر من قبل في تكوين الأحزاب الجديدة والتي كان النظام السابق يرفض وصولها للنور خوفا من مواجهتها في الشارع مما كان يهدد بسحب البساط من تحت قدمي الحزب الحاكم السابق . وقد وصل عدد الأحزاب الجديدة المعلن عن تأسيسها حتى الآن 13 حزب سياسي تسعى إلى التسجيل الرسمي وممارسة النشاط السياسي ، وهذا ما سوف يحدده المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم خلال الأيام القليلة المقبلة حتى تتمكن تلك الأحزاب من الحصول علي فرصتها في الانتشار في الشارع لتكون لها قواعد شعبية تتمكن من خلالها من المنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة وما يليها من انتخابات رئاسية ثم انتخابات برلمانية أخري بعد تأسيس دستور جديد للبلاد . ويبدو أن الأمر اختلط على الشباب بين الأحزاب والجمعيات الأهلية ولعله لو فتحت الأبواب أمام ال 85 مليون مصري لتكوين أحزاب بلا ضوابط قانونية وقيود منطقية ، فسوف يزداد عدد الأحزاب في مصر بشكل لا يمكن توقعه أو تصوره . ويري مراقبون للوضع في مصر أن هناك خطر كبير على مستقبل مصر من تأسيس أحزاب ذات هوية ومرجعية إسلامية تبدي ولائها بالكامل إلى دول أجنبية باسم الدين مثل أحزاب تتبع حزب الله أو أحزاب تتبع حزب التحرير أو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين أو أحزاب تنتمي إلى الجماعات الإسلامية في مصر وخارجها ، وكلها تستتر تحت أسماء علمانية حتى تخفي أيديولوجيتها التي تتخطي الحدود الوطنية لمصر لتصل إلي توجهات ودعوات عالمية . وأول الأحزاب الجديدة التي نتحدث عنها وتحمل أسماء علمانية وهي في الأصل أحزاب ذات مرجعيات دينية ، حزب يسمى ( حزب التسامح الاجتماعي ) وهو حزب تحت التأسيس يمثل الطرق الصوفية الإسلامية في مصر مثل العزمية والشبراوية والشرنوبية والإمبابية وغيرها من الطرق الصوفية التي تتجاوز الستون طريقة صوفية . ومن ناحيتها كشفت جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة منذ شهرين تقريبا عن اعتزامها التقدم بأوراق تأسيس حزب سياسي للجماعة باسم العدالة والتنمية ، بعد الموافقة علي التعديلات الدستورية منذ وقت قريب وإتاحة حرية تشكيل الأحزاب، مؤكدة ثقتها في المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه سوف يتيح حرية تكوين الأحزاب ضمن الإعلان الدستوري المنتظر والذي يضم المواد الدستورية التي تم تعديلها. وفي سياق متصل قرر مجموعة من مشايخ الأزهر وأساتذة الجامعات وبرلمانيون سابقون عن تكوين حزب سياسي حيث قرر الدكتور أحمد عمر هاشم وزير الأوقاف الأسبق والدكتور شريف عمر رئيس التعليم الأسبق، والدكتور السيد الفيومي وكيل لجنة التعليم السابق بمجلس الشعب ، وعددا من أساتذة الجامعات وبعض نواب البرلمان السابقين أنشاء حزب سياسي باسم ( 11 فبراير ) وهو اليوم الذي قرر فيه الرئيس السابق حسنى مبارك تنحيه عن رئاسة الجمهورية ونقل سلطاته إلي القوات المسلحة. أما الأحزاب غير الدينية فتم الإعلان عن تأسيس أول حزب سياسي باسم حزب (ثوار التحرير) لمجموعة من الشباب فيما أكد د. حسام بدراوي القيادي السابق بالحزب الوطني الحاكم سابقا أنه يدرس تأسيس حزب سياسي وأعلنت مجموعة من القيادات العمالية وفى مقدمتهم القيادي العمالي البارز ( عبد الرحمن خير ) عن عزمهم تأسيس حزب سياسي تحت اسم ( حزب العمال المصري ) والذي يضم في عضويته جميع أبناء الطبقة العاملة المصرية ، وتشهد الساحة السياسية في مصر ولادة أحزاب أخرى شبابية ناتجة عن ثورة 25 يناير مثل حزب ( المستقبل الديمقراطي ) K وحزب ( الثوار ) وغيرها من الأحزاب الشبابية . ومن ناحية أخرى وفي الساحة اليسارية اجتمع نحو مائة شخصية يسارية بقيادة عبد الغفار شكر ويحيى فكرى وجيهان شعبان وعايدة سيف الدولة والحقوقي أحمد سيف الدولة ، في استعدادا لإطلاق حزب يساري جديد لتوحيد صفوف قوى اليسار في حزب مخالف لحزب التجمع المعروف بتوجهاته اليسارية . مما يلقي علي عاتق الأحزاب القائمة فعليا والتي تلقي غضبا شعبيا لمواقفها التي يري المراقبون أنها كانت تساعد الحزب الوطني في ظلمه وقهره للشعب علي مدي سنوات كثيرة فاقت عمر عدد من تلك الأحزاب وهذه الأحزاب هي : الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الوفد الجديد والحزب العربي الديمقراطي الناصري وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وحزب الجبهة الديمقراطية وحزب مصر العربي الاشتراكي وحزب الأحرار الاشتراكيين وحزب الأمة وحزب الخضر المصري وحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب التكافل الاجتماعي وحزب الوفاق القومي وحزب مصر 2000 وحزب الجيل الديمقراطي والحزب الدستوري الاجتماعي الحر وحزب الغد وحزب شباب مصر وحزب السلام الديمقراطي وحزب المحافظين والحزب الجمهوري الحر .