وقال وسط حضور أكثر من 20 ألف مواطن معظمهم من الشباب بمكتبة الإسكندرية مساء أمس الأول أن مصر لا يمكنها أن تتجه إلي الطاقة النووية حاليا لعدم توافر الخبراء الكافين لديها في هذا المجال، وأنه لا يجب شراء المفاعلات واستيراد الخبراء وإنما يتعين الاعتماد علي الخبرات المحلية القادرة علي التعامل مع أي مشكلة قد تحدث. ونفي وجود أي خطر من السدود الإثيوبية علي حصة مصر من مياه النيل، لافتا إلي أن معظمها لتوليد الكهرباء، بل ومطالبا بأن تقوم مصر ببناء تلك السدود في إثيوبيا بنفسها. وتهكم الدكتور الباز من لفظ "مشروع قومي" الذي كان يطلقه النظام السابق علي جميع المشروعات التي يقوم بها قائلا: إن المشروع كي يكون قوميا فإنه يتعين مشاركة الشعب فيه، وإلا فسوف يكون مشروع الحكومة مثل توشكي علي سبيل المثال. ونوّه في هذا الإطار إلي أن عدم نجاح مشروع توشكي ربما يكون نابعا من كونه بعيدا تماما عن العمران وانه لا تتوفر به الخدمات الملائمة، مضيفا أن مشروع ممر التنمية سيربط توشكي بالمدن مثل كوم أمبو وأسوان والقاهرة. وشدد في هذا السياق علي ضرورة ألا يكون "ممر التنمية" مرتبطا بالحكومة، وإنما يتم تقنين إنشاء مؤسسة لها مجلس إدارة ومدير ويتم وضع خطة توافق عليها الحكومة، وعمل اكتتاب بحيث يكون السهم بجنيه واحد لإتاحة الفرصة لكل المصريين في المشروع، ويتم وضع الأموال في بنك خاضع تشرف عليه المؤسسة. وأوضح أن الأسهم لن تكون لها فائدة في بداية المشروع، إلا أنه عقب 10 سنوات فإن الفائدة لن تقل عن 10%. وأشار إلي إمكانية التوسع في المشروع مستقبلا بحيث يصل إلي السودان، ثم يستمر جنوبا إلي أن يصل إلي كيب تاون في جنوب أفريقيا، إذ إن مصر يجب أن تكون مركزا لكل شيء في أفريقيا، منوها بأن تعاملات الصين التجارية مع القارة تصل إلي 141 مليار دولار في العام، والهند 36 مليار دولار، والبرازيل 24 مليار دولار. وقدم الباز أمثلة لدول طبقت مبدأ الممرات لتحقيق التنمية، ومنها الهند التي أصبحت اليوم متقدمة في الكثير من المجالات بعد أن كانت تعاني في الخمسينيات من القرن الماضي من مجاعات يموت فيها الآلاف سنويا، بينما أصبحت الآن تصدر القمح رغم تعداد سكانها الكبير.