يشهد سوق المواد الغذائية حاليا ارتفاعا كبيرا في الأسعار خاصة الخضراوات والفاكهة التي وصلت إلي أرقام لم تصل لها من قبل. وقد أدي هذا الارتفاع المفاجئ الذي وصل إلي حالة من الخوف بين المستهلكين وشعور عام بأنه انذار بأزمة غذائية في المستقبل ولاسيما في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة في مرحلة ما بعد ثورة يناير، وبين الخوف والشعور بالأزمة زادت تصريحات المسئولين وكلها للتهدئة فقط ولا تعني ولا تسمن من جوع. جمال علام نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة وأكد أن أسباب ارتفاع الأسعار ناتجة عن نهاية الموسم لبعض السلع كالبرتقال واليوسفي وبعض الخضراوات الشتوية وهي زيادة تصل إلي 30% علي السعر وهو ما نسميه فروق المواسم، كما أن العوامل الجوية كان لها تأثير علي هذه الزيادة مشيرا إلي أنها أسباب تتكرر كل عام وغير جوهرية. وعن لجوء بعض التجار لتخزين السلع لنقص المعروض وزيادة السعر، يذكر علام أن ربة المنزل لا تستطيع ان تخزن الخضراوات بشكلها الطازج فكيف للتاجر أن يخزنها. ويذكر أن التجار متعاونون جدا ويبيعون بالأسعار الحقيقية وأنه لا يدري ما صحة تصدير بعض الخضراوات إلي ليبيا، فإذا كان هناك تصدير فسيكون غالبا من الإسكندرية وذلك يتم عن طريق المصدرين فهم يتعاملون مع الفلاحين مباشرة، ويؤكد أن التصدير يؤثر علي الأسعار وأن العرض والطلب دائما هما السبب الرئيسي لتحديد الأسعار. أما جبريل المرسي صاحب محل خضراوات بمدينة نصر نذكر أنه يشتري الخضراوات من سوق العبور بالجملة لأن أسواق الجملة أرخص مكان يستطيع أن يأتي منه بالبضاعة. ويذكر جبريل أن أسعار الخضراوات تخضع للعرض والطلب، مشيرا إلي أن ارتفاع الأسعار هذه الأيام يرجع لصيام المسيحين وإقبالهم علي شراء الخضراوات كما أن شم النسيم يعد موسما لارتفاع أسعار الطماطم بشكل خاص.. وعن تخزين السلع لرفع سعرها يذكر جبريل أن الخضراوات والطاطم سلع لا تصلح للتخزين وارتفاع الأسعار ليس من مصلحة التاجر. وذكر جبريل أن كلما ارتفعت الأسعار قل الاقبال علي الشراء بنسبة 40%، وقال إنه سمع من بعض التجار عن تصدير الخضراوات إلي ليبيا وقد يكون هذا سببا من أسباب زيادة الأسعار، كما أن الظروف الاقتصادية أثرت علي البلد وأن كل شيء قال ارتفع سعره. وعن بعض أسعار الخضراوات والفاكهة التي ارتفعت في هذه الفترة ذكر أن الطماطم وصل سعرها إلي 6 جنيهات والبطاطس إلي 3 جنيهات والفاصوليا الخضراء 6 جنيهات والليمون 8 جنيهات والبسلة 50.5 جنيه والموز 50.4 جنيه والجوافة 5 جنيهات والخوخ 9 جنيهات نظرا لأنه في أول الموسم. وقال مالك عبدالرحمن مدرس يذكر أن الأسعار ارتفعت كثيرا ليس في الخضراوات والفاكهة فقط ولكن في كل شيء ويري أن الخوف يخيم علي أفراد الشعب من أزمة غذائية تدخل بهم إلي مجاعة. ويقول مالك إنه يضع راتبه أمام عصام شرف رئيس الوزراء ليعلم كيف لأسرة أن تعيش كل شهر بهذه الأسعار التي ارتفعت عما قبل الثورة. وتري مني عبدالرازق ربة منزل ان ارتفاع الأسعار نتيجة طبيعية للاعتصامات وللاستغلال ولأعمال السرقة والبلطجة وغياب الرقابة والأمن والجشع لأننا نعيش في كابوس ارتفاع الأسعار ولا ندري إلي أين سيستمر الارتفاع ومتي سينتهي. وقال الدكتور نبيل محروس، بقسم المحاصيل كلية الزراعة جامعة القاهرة إن السبب في ارتفاع الأسعار إما الفترة الانتقالية "المواسم" وهي فروق بين مواعيد الزراعة أو أنواع من الحشرات والافات التي زادت في الأراضي الزراعية هذه الفترة نظرا للتقلبات الجوية وأضاف أيضا أن كمية العرض وكمية الطلب هما المحددان للأسعار. وذكر محروس أن هناك خضراوات ليس هذا موسمها الآن مثل الخيار وهو ناتج من الصوابات الزراعية والباذنجان.. وعن الطماطم قال إنها ترتفع في مثل هذا الوقت من كل سنة. وأضاف أن تصدير الخضراوات لدولة مثل ليبيا لا يؤدي إلي هذا الارتفاع في الأسواق لأن عدد سكان ليبيا قليل وبالتالي الطلب ليس كثيرا، ولكن هناك ارتفاعا في بعض الخضراوات ناتجا عن تصديرها بكميات كبيرة إلي عدد من