الثورات في مصر ثورات وطنية ذات مضمون اجتماعي وفي العصر الحديث حدثت عدة ثورات. الثورة العرابية تلك الثورة حدثت نتيجة للظلم والقهر الاجتماعي الذي عاناه الشعب المصري في حكم الخديو توفيق ولنرجع الي مقولة عرابي "لن نستعبد بعد اليوم" لكن حكم توفيق وأعوانه تواطئ مع الانجليز وتم احتلال مصر بعد معركة التل الكبير التي خسرها عرابي نتيجة للخيانة لكن ثورة عرابي حدثت وانجلترا في قمة قوتها والرجعية في مصر والمستغلين كانوا دائما علي استعداد للتواطؤ مع الاجنبي. ثورة 1919 حدثت بسبب المقاومة الوطنية للاحتلال البريطاني وقامت بسبب الحشد الشعبي لسعد زغلول بل إن حزب الوفد تم انشاؤه من خلال حركة التوكيلات الشعبية وتم انشاؤه نتيجة للثورة علي أن الحركة الثورية قاومتها السرايا وأحزاب الأقلية المكونة أساسا من ملاك الأراضي وأصبح الحكم في مصر مستندا علي ثالوث الوفد والسراي والمعتمد البريطاني. ثورة يوليو 52 تمت بعد الحرب العالمية الثانية والامبراطورية البريطانية تتراجع بداية من استقلال الهند وبورما وسيلان وتحولها الي كومنولث. ثورة يوليو بدأت من خلال المظاهرات في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات وحدث حريق القاهرة في يناير 52 بواسطة "اخوان الحرية" وهو تنظيم من الخونة تابع للمخابرات البريطانية وبالتواطؤ مع السراي. لكن حريق القاهرة كان إعرابا عن إفلاس النظام الملكي وأصبح الوضع جاهزا تماما لقيام مجموعة صغيرة من ضباط الجيش بالاستيلاء علي السلطة. ثورة يوليو 52 أوضحت أن آليات الثورة في مصر تعتمد أساسا علي التحام الحركة الشعبية والقوات المسلحة هذا ما حدث في ثورة عرابي بل حتي في استيلاء "محمد علي" علي السلطة. ثورة 25 يناير حدثت كرد فعل لما حدث في 30 عاما من حكم حسني مبارك من تخريب للاقتصاد المصري والمجتمع المصري وإفقار للشعب. إن التخريب الذي تم في مصر في تلك الفترة تم بمنهج علمي ممتاز وتم تناول تصفية القدرات الصناعية وتحت شعار الخصخصة الذي يفترض أن يعني تمليك المصانع للرأسمالية المصرية تم إغلاق المصانع وتسريح العمال بالمعاش المبكر واستحواذ الأجانب علي مصانع الأسمنت الملوثة للبيئة ولا داعي لإقامتها في بلادهم مع إعطائهم الوقود والخامات بأسعار مدعومة وتم تخريب الزراعة بداية من إلغاء الدورة الزراعية وتوقف البحث العلمي الذي لم تعد هناك حاجة له مع توقف النشاط الإنتاجي ونفس الشيء في الصحة مع أكذوبة العلاج علي نفقة الدولة وتدهور التعليم وباقي الخدمات وما تلي ذلك من البطالة والعنوسة. كل ذلك تم منذ بداية ما يسمي الانفتاح بروشتة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وإلغاء الرقابة علي النقد واتباع مصالح الرأسمالية العالمية تحت قيادة أمريكا. أمريكا تعتمد علي السيطرة علي مصر في السيطرة علي منطقة الشرق الأوسط الغنية بالبترول وفي ذلك تستخدم إسرائيل كخادم ممتاز لمصالحها بل في إبقاء شبه جزيرة سيناء دون تعمير، غير أن أمريكا تعتمد علي السيطرة علي مصر والسفارة الأمريكية في القاهرة هي أكبر مركز مخابرات وتخريب في دولة أخري عالميا، وتتناول بالدراسة جميع أفرع الاقتصاد والمجتمع المصري ودورها يتجاوز بمراحل دور المعتمد البريطاني وقت الاحتلال البريطاني ودورها في تعزيز الفساد معروف، خاصة باستخدام ما يسمي بالمعونات الأمريكية.. لماذا يسمح بوجود سفارة بهذا الحجم والنفوذ؟! الغريب أن بعد ثورة 25 يناير تكاثرت التصريحات التي تزعم دعم الديمقراطية سواء من أمريكا أو الدور الأوروبية ولعلهم يقدمون عزاءهم للنظام الذي مات.. شكر الله سعيكم. إن ثورة 25 يناير يجب أن تدرك وأن تعبر عن نفسها كثورة وطنية وأن تدرك أن أخطر عدو للشعب المصري هو الاستثمار بقيادة أمريكا.. أما الفساد الذي يحقق فيه النائب العام فهو ثمن الخيانة الوطنية.