علي هامش القمة العالمية لمكافحة الفقر التي عقدت مؤخرا في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا قال خبير الاقتصاد العالمي والحائز علي جائزة نوبل جوزيف ستيجليتز إن الدول الصناعية تسهل الفساد في أفريقيا من خلال توفير ملاذ آمن لأموال المسئولين الفاسدين، وعبر ستيجليتز عن تفاؤله بشأن آفاق الاقتصاد لأفريقيا مؤكدا أنه يجب أن يكون هناك مزيد من النقاش حول الحسابات المصرفية التي لا يكشف عنها في الغرب والتي يتم استخدامها لتسهيل الاحتيال والفساد علي مستوي عال في أفريقيا. وأضاف أن "البلدان الصناعية المتقدمة تتحمل بعض المسئولين وأحد الأشياء التي يبدو أنها أصبحت عادة هي قيام الطغاة والفاسدين بسرقة الأموال ووضعها في حساب مصرفي في دولة صناعية متقدمة". ومضي الحائز علي جائزة نوبل يقول "كان هناك الكثير من النقاش في مجموعة ال20 حول الحسابات المصرفية السرية ووكلاء الضرائب ولكن لم يكن هناك ما يكفي من المناقشة للاعتراف بأن ذلك يسهل الفساد". ونقل موقع بلومبرج الاقتصادي عن ستيجليتز إنه يمكن خفض منسوب الفساد عن طريق زيادة التدقيق في أعمال الحكومات الفاسدة وذلك باستخدام آليات مثل قوانين حرية المعلومات وحرية الصحافة وأضاف أن الغرب أيضا كان له دور يجب أن يؤديه. وأشار إلي أن "أحد البلدان التي استضافت اجتماعات مجموعة ال20 وتتحدث في كل وقت عن الفساد الضريبي ذلك البلد نفسه هو ملاذ آمن لأموال الفاسدين ويرفض إعادة الأموال التي سرقت من أفريقيا" وأضاف الخبير الاقتصادي العالمي "علينا أن لا نمكن الفساد ونحن نفعل ذلك في الغرب عندما نسمح لهم في أن تكون للفاسدين حسابات مصرفية سرية". وفي شآن آخر قال ستيجليتز إن هناك سببا للتفاؤل بشأن النمو الاقتصادي في أفريقيا مع التغيير في السياسات الاقتصادية في السنوات الأخيرة والذي بدأ يؤتي ثماره لكنه شدد علي الحاجة للبدء في التصنيع وإنتاج الخدمات الزراعية. يذكر أن ستيجليتز شغل سابقا منصب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي وهو واحد من قليلين توقعوا حدوث الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في صيف عام 2008.