تسعي المملكة العربية السعودية الأكبر في العالم في مجال انتاج البترول الخام إلي تهدئة المخاوف المتراكمة من وقوع أزمة كبيرة في حجم المعروض البترولي في الأسواق العالمية والفزع الذي يجتاح هذه الأسواق مما دفع إلي عمليات شراء كميات دفعت الأسعار للارتفاع لأعلي مستوي لها منذ عامين ونصف العام مسجلة في التعاملات الأخيرة مستوي 120 دولارا للبرميل. وبما يرجح سعي المملكة إلي هذا التوجه دخلت الرياض في مفاوضات جادة مع شركات البترول العالمية لبلورة حلول من شأنها تلبية العجز الذي تسبب فيه وقف الانتاج في ليبيا وارتفع خام برنت القياسي بمقدار 17 دولارا منذ اندلاع الاحتجاجات والثورات في ليبيا بداية الاسبوع الماضي. ويخشي تجار ومتعاملون من أن يؤدي توقف انتاج البترول الليبي إلي وضع حجم المعروض الفائض في الأسواق عند حدوده الدنيا وخصوصا اذا ما تزامن ذلك مع اتساع رقعة الاحتجاجات في دول بترولية أخري بالشرق الأوسط مشيرين إلي عدم استقرار الأوضاع في الجزائر وهي من الدول الكبري أيضا في مجال انتاج البترول ووصف خبير استراتيجي ما يحدث بأنه خوف من المجهول مطالبا السعودية بالتدخل. والمعروف أن السعودية تمتلك حاليا فائضا بتروليا يصل إلي 4 ملايين برميل يوميا وهو ما يفوق ضعف ما تنتجه ليبيا يوميا حيث يبلغ انتاجها 58.1 مليون برميل يوميا وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية. وحتي الآن لم تقرر السعودية بعد ما اذا كانت هناك ضرورة لزيادة انتاجها من البترول أم لا.