مطالب بتوجيه اللوم للمسئولين وليس المنتحرين د. هدي زكريا: المكاسب تتحقق علي جثث الفقراء د. عبدالرؤوف الضبع: دور مشايخ العرب والعائلات.. غاب في الصعيد د. عماد الفقي: الانتحار غير مجرم في القانون المصري عبدالمولي إسماعيل: الفلاحون الأكثر معاناة وفقرا د. صفوت العالم: الإعلام أسهم في زيادة الحالات تحقيق هبة الله شعبان: أربعة عشرة حالة انتحار سجلت في مختلف محافظات مصر بين القاهرة وأسوان والسويس، منذ أن حرق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه وفجر شرارة الثورة التونسية، ولم تكن هذه حالات الانتحار الوحيدة بين المصريين فقد سبقها في السنوات الخمس الماضية محاولات انتحار جماعية لا تقل عن ثلاث حالات تمثلت في قتل رب الاسرة لأولاده وزوجته ثم انتحاره، كما كثرت محاولات الانتحار الفردية أما بالشنق أو القاء المنتحر لنفسه في النيل، وكل الحالات متعلقة بظروف اقتصادية سيئة، في حين ترجع أسباب الانتحار في أوروبا إلي الثراء الفاحش أو الملل والفراغ، وطبقا لمنظمة الصحة العالمية فإن مليون شخص ينتحرون سنويا حول العالم بزيادة قدرها 60% خلال ال 50 عاما الماضية. "الأسبوعي" طرح تساؤلا مهما حول إمكانية تفادي الانتحار والاحتجاجات اذا ما توافر للمواطن ديوان للمظالم يستمع إلي مشاكله ويحاول إيجاد حلول لها، اسوة بالعصور السابقة التي نشط فيها هذا الديوان وساهم في حل مشكلات المواطنين واتسم بالمساواة بين افراد المجتمع من الغفير حتي الأمير أو السلطان وكان أول قضاء للمظالم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وكانت أشهر المظالم تلك التي أمر فيها شاكي مصري بضرب ابن عمرو بن العاص والي مصر بالسوط بعد أن لطم الأخير المواطن المصري لفوزه في مسابقة للعدو، ولم يعبأ عمر بن الخطاب بكون الشاب ابن الوالي، أما في العصر الأموي كان عبدالملك بن مروان وتلاه عمر بن عبدالعزيز من أشهر ولاة المظالم، وفي العصر العباسي تحول قضاء المظالم إلي ديوان مستقل للمظالم أي ما يعادل وزارة مختصة وكان الخليفة المأمون يخصص يوم الاحد من كل أسبوع للنظر في المظالم، وتطور كذلك في العصر الاندلسي ثم عصر الولاة ثم أولي المماليك اهتماما خاصا بولاية المظالم حيث كان السلطان يسمح للمواطنين بمقابلته لعرض مظالمهم والاكثر من ذلك فقد كان السلطان يذهب بنفسه لمقابلة الرعية في الميادين العامة مثل سيف الدين برقوق. بداية سألنا الدكتورة هدي زكريا استاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الاداب جامعة الزقازيق حول أسباب تحول رمز النضال الوطني من جيفارا محرر الانسانية إلي بوعزيزي الشاب اليائس المنتحر فاشارت في البداية إلي مدي الاختلاف بين الشخصيتين أو الاختلاف في الظروف السياسية والاجتماعية السائدة في العصرين، لافتة إلي أن جيفارا الطبيب البرجوازي الثري آمن بفكرة التغيير وتخليص العالم من الظلم والاستعمار ومات في سبيل تحقيق هذا الهدف في زمن اتحدت فيه الأممالمحتلة علي تحقيق نفس الفكرة، خلافا للشاب بوعزيزي البائس الفقير الذي دفعه اليأس إلي الانتحار، في زمن سادت به قيم الرأسمالية التي تحقق الأرباح علي جثث الفقراء، وانكفاء البسطاء علي ذواتهم لسد الاحتياجات اليومية، ويتوازي مع ذلك تزايد مساحة التطلعات وزيادة الاستهلاك وامتناع الحكومات عن الرقابة علي الأسعار وعن التجار الجشعين، لافتا إلي أن هذه العوامل أدت إلي سقوط الطبقة الوسطي واندحارها وتفرغها للصراع والتناحر فيما بينها بعد أن كانت تحمل لواء التقدم والتغيير في كل المجتمعات. وتوصف د. هدي الانتحار بأنه رسالة موجهة من المنتحر إلي المجتمع يحمله فيها مسئولية عذاباته وايقاظ لضمير هذا المجتمع والحاق الضرر به في آن واحد معللة ذلك بأن الانتحار يهدد استمرار الجماعة وتكاثرها، لفقدانها عضوا من أعضائها، ومن جانب آخر توجه استاذ علم الاجتماع السياسي الانتقادات إلي رجال الدين لكونهم يوجهون اللوم للمنتحرين، مطالبة اياهم بتوجيهه إلي المسئولين والحكام لكونهم المسئولين الرئيسيين عن وصول المواطنين إلي هذه الدرجة من اليأس. وحول بداية ظهور حالات الانتحار وتفاقمها اشارت دكتورة هدي إلي زيادتها في فترات الاضطرابات النفسية والعقائدية والتي بدأت تحديدا متزامنة مع وفاة الرئيس جمال عبدالناصر مؤكدة علي قلة هذه الحالات في أوقات الحروب والدفاع عن البلاد من الخطر الواحد، وزيادتها في المدن حيث سواد الانماط الاستهلاكية والتطلعات المتزايدة وتراجعها في الريف حيث قلة الاستهلاك والتكافل الاجتماعي. هل يترتب علي المنتحر أي عقوبات قانونية اذا ما نجي من محاولة الانتحار؟ سؤال طرحناه علي الدكتور عماد الفقي مدرس منتدب بكلية حقوق جامعة حلوان ورئيس المنظمة المصرية العربية لحقوق الإنسان فاشار إلي أن الانتحار