ومازال العرض مستمرا وتضارب الأخبار والتصاريح ولا يعرف المستثمر الحقيقة أو إلي أين يسير في ظل التصاريح التي تصدر بمعدل متسارع ومازلت أكرر ان شركة بحجم أوراسكوم تليكوم يجب ألا تدلي بأخبار متضاربة وغير مدروسة وغير واضحة في معظم الاحيان ولا أريد ان أطيل عليكم وسأدخل في الموضوع مباشرة بأن أترك روسيا وايطاليا واللتين كانتا محور جولات أوراسكوم تليكوم واتجه الي المحور الثاني وهو الجزائر ومصر فبعد أن صرح رئيس مجلس إدارة الشركة في احدي القنوات الفضائية المتخصصة في مجال المال والأعمال بأن اللجوء للتحكيم الدولي هو الحل الآن وأن الشركة ترتب أوراقها للتحكيم نجد تصريح من المتحدثة الرسمية للشركة بعده بيومين انه قد أسئ فهم تصريحات المهندس رئيس مجلس الإدارة بالخطأ وانه لا يوجد قرار بعد بالاتجاه للتحكيم وبعدها بعدة أيام تخرج بعض التصاريح الأخري عن بدء تجهيز وإعداد الملف للجوء للتحكيم الدولي ثم يختفي الموضوع من علي السطح فترة قصيرة ويتجه الحديث إلي روسيا والاندماج بعض الوقت لنعود بغتة الي الجزائر مساء الاحد الماضي 9 يناير بتصريح مهم جدا وهو إنهاء مشكلة جيزي في غضون 30 يوما ونجد الخبر الآخر الآتي من جهة الجزائر ظهر الاثنين 10 يناير أي بعد ساعات قليلة بأن قامت الحكومة الجزائرية بتحديد المستشار المالي والمتخصص والذي سيقوم بتحديد قيمة الشركة وان التقييم سينتهي في غضون 100 يوم أي أكثر من ثلاثة أضعاف المدة التي حددتها شركة اوراسكوم تليكوم لانهاء المشكلة مع العلم بأنه بعد الدراسة ستبدأ المفاوضات والاجراءات للخطوات التنفيذية للشراء هذا إذا افترضنا ان التقييم مرض للطرفين أي أنه لا نعلم إن كان هناك حل أم لا وان كان هناك حل فهو لن يكون قبل 3 أشهر علي الأقل هذا ما استطاع المستثمر العادي المظلوم مع هذه التصاريح من استخلاصه إذا ما هو معني ال30 يوما حيث انني مازلت أري أن شركة بحجم اوراسكوم تليكوم لا تتصرف بعشوائية وبدون دراسة فهل فعلا يوجد وسيلة لانهاء الموضوع خلال شهر؟ سيكون رائعا للسهم وللسوق وللجميع ولكن قبل أن أقول ان هناك حلا سريعا لابد من أخاطب عقول الناس وأقول لهم كيف؟ فلابد أن أوضح كيف سيكون وطبيعي ان يكون التصريح بالوسيلة ضار وان السرية مطلوبة وهو طبيعي في عالم البيزنس إذا كان يجب ألا أصرح أساسا بأن هناك حلا في مهلة صغيرة حتي يحين الوقت المناسب لذكر الأسباب، حيث إن المشكلة لن تنتهي بالعصا السحرية، وما دفعني للحديث في هذا الموضوع هو انني مع هذا التضارب تذكرت ما حدث نهايات العام الماضي حول صفقة شراء عمر افندي ودعوة الشركة المدرجة بالبورصة لشراء اسهمها حتي يمتلك المستثمرون حصصا في صرح عمر افندي ويتجرع الافراد كأس المرار بعدها بأسابيع حيث قرار مجلس إدارة الشركة ان الصفقة غير مجدية ليهوي السهم بعدها ما يقترب من 20%، واعتقد ان الفارق بين حجم الشركتين كبير فأوراسكوم تليكوم هي من صروح مصر الاستثمارية التي تدعم الاقتصاد بتوسعاتها الاقليمية والعالمية فإن كان المقصود من الخبر هو دعم السهم فالأخبار غير المدروسة ضررها أكبر من افادتها وعندنا الدليل في مثال صفقة عمر افندي كما اعتقد ان نظر شركة اوراسكوم تليكوم أبعد من ذلك فمازلت أري أن هناك حلقة مفقودة وهي بيد الشركة وحدها وتخرج منها ما تريد وتحتفظ بالجزء الاكبر ومن رأيي أنه يجب احترام عقلية المستثمرين والشعب بتفسير التصريح وذكر دلائله وليس بمبدأ "كفاية عليك الحتة دي دلوقت" فلو لم يحن الوقت للتصريح فالتأجيل حتي يكون التصريح واضحا وشافيا هو أفضل للشركة والسهم وللجميع بدلا من التضارب واعتقد ان هذا هو الحال حيث ان الخيار الآخر هو ان الشركة تخرج بتصريح متضاربة وغير مدروسة ومجرد كلام وهو خيار لا أعتقد انه مطروح أساسا حيث أنه لو طرح فانها كارثة فدعنا نعود لفرضية أنها تعرف جيدا ما تقول وهو ما اعتقده وأميل إليه ولكنها رأت ان تكون غير واضحة وغير مفهومة وهو ما أراه غير مناسب لوضع الشركة وحجمها فاما الوضوح أو الصمت الكامل سيكون افضل حيث ما يحدث حاليا أري انه سيضر بسمعة الشركة وبالسهم وبالمستثمرين فبالبلدي كده ما حدش فاهم حاجة. عبدالرحمن لبيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة الأهرام [email protected]