المتتبع لتاريخ التعايش السلمي بين الأقباط والمسلمين يجد أنه ليس وليد لحظة ولا عهد معين بل هو تاريخي منذ دخول الإسلام إلي إرض مصر عندما انصهر عنصري الأمة في بوتقة واحدة دون وجود قوانين وقواعد ترسخ ذلك واستمر هذا الحال في حقب متتالية ومتعاقبة وبدأت الشرارة الاولي لما سمي بالفتنة الطائفية عام 1972 في ضاحية الخانكة "شمال القاهرة"، ويعتبر هذا العام من الأعوام الفاصلة في تاريخ مصر الحديث علي صعيد المواجهة مع إسرائيل ليشكل الحدث رغم أن البعض أعتبره أن عابرا وجرحا قابلا للتضميد إلا أنه كان بداية النار التي ظلت خامدة تحت الرماد وأخذت تثور وتشتعل بين الفينة والأخري، وتحت اسم "وضع الأقباط في مصر" وهي العلاقة التي تعقدت كثيرا وانتهت بصورة درامية بعد الإفراج عن التيارات الدينية المتشددة السياسية لإقصاء التيارات الأخري، من اليساريين والشيوعيين، إلي أن وقعت أحداث الزاوية الحمراء في يونيو عام 1981. ثم احتفالات سبتمبر التي امتدت لتشمل حالة احتقان سياسي وصل إلي اعتقال كثير من الرموز السياسية والفكرية والدينية مما أحدث احتقانا سياسيا تجذر إلي ديني! وشكلت حقبة التسعينيات حربا حقيقية وقفت فيها الأمة المصرية بشقيها والدولة في صف واحد ضد عدو مشترك هو "الإرهاب" وقبل أن يودع المصريون الألفية الماضية لم تمض إلا أشهر معدودة حتي وقعت أحداث قرية "الكشح" في أقصي جنوب مصر. وحملت الالفية الجديدة محاولات إرهابية رغبت في ضرب الاقتصاد المصري من جهة ومن جهة أخرة زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي من خلال تأجيج القضايا العالقة في حوادث فتن طائفية متفرقة، وتمثل ذلك في تفجيرات فندق هيلتون في منتجع طابا بسيناء، 2004 كما تعرضت القاهرة ليومين داميين من العنف عام 2005 في حي خان الخليلي وميدان عبد المنعم رياض، قتل فيهما 3 سياح أجانب، وأصيب 18 شخصا بينهم 10 مصريون ولم يمر سوي الأشهر الثلاثة حتي شهدت مدينة شرم الشيخ سلسلة من الهجمات الإرهابية وفي إبريل من عام 2006 وقعت ثلاثة تفجيرات بمنتجع ذهب في شرم الشيخ كما حدث عشية الميلاد المجيد عام 2010 إطلاق النار علي تجمع قبطي أمام إحدي كنائس نجع حمادي، في الصعيد ليسقط ثمانية قتلي وانتهت حلقات الاحداث في أول شمات 2011 بتفجير كنسية القديسين في الإسكندرية، ولكن الضربة هذه المرة كان وقع انفجارها مريعا في وجه كل مصري. ولا يمكن في هذا الإطار استثناء بعض أحداث التوتر الطائفي بعدا دمويا. بداية من قضية "الراهب المشلوح" وقضيتي كاميليا ووفاء قسطنطين، وشهدت الشهور الأخيرة من عام 2010، وهو عام الانتخابات البرلمانية، نذر أزمة كادت تؤدي إلي كارثة بسبب تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، والتي اعتبر فيها المسلمين "ضيوفاً علي أرض مصر، وكما يصف الخبراء العقد الجديد بأنه بداية حرائق وحروب سياسية تتخذ من الاديان ساترا لها. أحمد الباز