قد لا تعترف نساء الكاميرون بذلك ولكن العديدات منهن يحاولن تبييض لون بشرتهن مما ادي إلي انتشار مستحضرات تبييض البشرة علي نطاق واسع في البلاد لدرجة أنه من الصعب بيع أنواع الكريمات التي لا تبييض البشرة. جي مفوندو الذي يملك محلا لبيع مستحضرات التجميل والروائح يقول في مجلة الإيكونومست "ثمة طلب كبير علي مستحضرات تبييض البشرة" مضيفا: "محلنا فقط يبيع المنتجات التي تباع بسرعة. الطلب علي المستحضرات التي لا تبيض البشرة مثلا متدن جدا ونحن لا نعتبرها مربحة". ويبدو أن العديد من أصحاب المتاجر الأخري يشاركوه وجهة نظره. فيرونكا دايان امرأة كاميرونية ولدت ببشرة سوداء داكنة وهي لا تريد تغييرها ولكنها تقول إنها أصبحت بشكل متزايد تجد صعوبة في إيجاد مستحضرات تجميلية لا تعمل علي جعل لون جلدها فاتح اللون. العديد من زوجات رجال الكاميرون الأغنياء لهن بشرة بيضاء أو نصف بيضاء أو بشرة فاتحة. وثمة اعتقاد بأن المرأة تحتاج إلي بشرة فاتحة لتنال إعجاب الرجال. دايان تشرح الأمر قائلة: "البشرة الفاتحة تعني جمالا أكثر وأسهل في وضع الميك آب وفي الزحام لا تلفت النساء السوداوات انتباه أحد ولكن الرجال يحبون أن يظهروا برفقة نسوة ببشرة فاتحة وبالتالي فالمرأة ذات البشرة الفاتحة تجد زوجا بسهولة". وتقول بعض النساء إنه يمكن أيضا أن تجد عملا بسهولة مثلا في قطاع التسويق والاتصالات والعلاقات العامة والتجارة بالنسبة للنساء ذوات البشرة الفاتحة. بالرغم من أن موضوع تبييض النساء لبشرتهن شائع بين الناس ولكن بعض النساء فقط يعترفن بقيامهن بذلك من أجل أن تكتشف أن امرأة ما تواظب علي تبييض جلدها عليك أن تنظر إلي مفاصل الأصابع والمرفقين والركبتين واصبعي القدمين. هذه الأجزاء من البدن تبقي داكنة بالرغم من استعمال المبيضات وهذه الأجزاء الصعبة هي أحد أسباب ما يجعل مستحضرات التبييض تحافظ علي معدلات بيعها العالية. ويختبرن الكثير من النساء جميع المستحضرات الجديدة التي لمعت في السوق علي أمل أن يجدن معجزة تعطي الانطباع بأنهن ولدن بشكل طبيعي وهن يحملن بشرة فاتحة. بينما النساء اللواتي لا يرغبن تبييض بشرتهن يناضلن من أجل الالتصاق بمبادئهن. ومع زيادة عرض المتاجر لمستحضرات التبييض فقط تبدو فرصتهن محدودة في الحصول علي مواد تجميل عادية. الشركات الغربية المشهورة جاهزة ولكن هذه المنتجات لا تستهدف بالأساس البلدان الفقيرة كما أن تكاليفها باهظة. أحد هذه المستحضرات الذي تنتجه لا اوريل مثلا يتراوح سعره ما بين 75 و100 يورو وهو تقريبا ما يعادل الأجر الشهري للعامل. وبالتالي الحفاظ علي المظهر الطبيعي يكلف ثروة في الكاميرون. مصطفي عبد العزيز