بعد إعلان شركة أوراسكوم تليكوم القابضة أمس عن بيع حصتها البالغة 50% من تونيزيانا بتونس، أكد الخبراء أن سبب عملية البيع هو سداد جزء من مديونيات أوراسكوم تليكوم لتخفيض المبالغ التي ستدفعها فيمبلكوم الروسية بعدالاندماج الذي سيتم بين الشركتين. وأوضحوا أن الاندماج سيفتح بابا للتفاوض مع الجزائر بشأن جيزي،لأن اتصالات قطر تركز علي جيزي. وتوقعوا أن الاندماج بين أوراسكوم وفيمبلكوم من الممكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة، رغم التصريحات المتضاربة التي حدثت في الفترة الأخيرة. يري صلاح حيدر المحلل الاقتصادي بشركة بايونيرز لصناديق الاستثمارأن السبب الرئيسي من وراء تونيزيانا هو سداد جزء من مديونيات أوراسكوم تليكوم من حصيلة البيع التي ستنتج، وذلك لتخفيض المبالغ التي ستدفعها فيمبلكوم الروسية بعد الاندماج الذي سيتم بينهما، حتي لا تكون تليكوم مثقلة بالديون بعدإتمام الاندماج. ويوضح أن الاندماج خلال الفترة الراهنة متوقف علي قرار الحكومة الجزائرية وموقفها، لأن وحدة جيزي هي التي تدر أكبر ربح للمجموعة لافتا إلي أن خطوة أوراسكوم التي تمت اليوم تمثلت في بيع أصل من أصول قطاع الاتصالات، وهو يشهد تنافسا واضحا علي مستوي العالم، كما قامت الشركة منذ ثلاثة سنوات ببيع وحدة جنوب شرق آسيا في هونج كونج، فضلا عن قيامها ببيع وحدة وسط افريقيا مع بداية العام، وهي الآن تبيع حصة تونس، فهي تقلل مجموع الشبكات حتي يتم التركيز في الشبكات الكبري فقط. ويلفت إلي أن وحدة تونيزيانا كانت ايراداتها 356 مليون جنيه فقط في ،2009 مقارنة بايرادات 5 ملايين دولار لأوراسكوم تليكوم وهي توضح النسبة الصغري من الايرادات التي تسهم بها تونس، كما أن المبلغ الذي تم البيع به وهو 1،2 مليار دولار يعد ايجابيا لأنه يمثل 50% فقط من شبكة تونس. يري وائل عنبة رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة المحافظ أن شركة فيمبلكوم الروسية رحبت بالخطوة التي اتخذتها أوراسكوم تليكوم بشأن بيع حصتها البالغة 50% من تونيزيانا لشركة اتصالات قطر، ومن المتوقع أنهم كانوا علي دراية بوقوع مثل هذه الخطوة، موضحا أنها خطوة ايجابية توفر سيولة لأوراسكوم، فهي تمثل 1،2 مليار دولار بما يعادل نحو 7 مليارات جنيه مصري. ويضيف أن تلك الصفقة ستوفر سيولة للشركة لمواجهة الالتزامات التي عليها، وستوفر لها مساحة للتفاوض مع الجزائر، وكذا هناك خيار أمام أوراسكوم لبيع موبينيل في حال تعثرها فهو يعمل علي دخول مبالغ للشركة تبلغ نحو 8 مليارات جنيه، وكل هذا يمنحها مساحة كبري للتفاوض مع جيزي دون ضغوط. ويشير إلي أن اتصالات قطر تركز علي جيزي، وطالما اتفقت أوراسكوم معها علي بيع حصتها في تونس، ومن ثم لا نستبعد أن يتم التفاوض مع اتصالات قطر بشأن جيزي، لافتا إلي أن مضاعف القيمة التي تم بيع أوراسكوم تونس بها يبلغ 6،7 مرة للايرادات قبل الاهلاك والاستهلاك والفوائد، وهذا ممتاز، ومن ثم عند تقييم جيزي سيتم التقييم بمعدلات أكبر من التي تتحدث عنها بكثير، أي ضعف الذي يتحدث به الجزائريون. ويقول إنه عند مقارنة جيزي باتصالات بأوراسكوم تونس حيث يبلغ عدد المشتركين في جيزي نحو 18 مليون مشترك مقارنة ب5 ملايين مشترك للأخري والتي بلغت قيمتها نحو 1،2 مليار دولار، وهو قيمة 50% فقط من شبكة تونس، وليس قيمة الشبكة بالكامل حيث تمثل القيمة السالفة الذكر نحو 2،5 مليون مشترك تقريبا، وبالتالي فتلك الصفقة لها أكثر من ميزة. ويتوقع عنبة أن يتم الاندماج بين أوراسكوم تليكوم وفيمبلكوم الروسية بنجاح خلال الفترة المقبلة.