موجة من الأخبار المنفرة اجتاحت الصحف المصرية لتغطي وجه المجتمع بقناع بشع ينبيء لو صحت بتدهور خطير في القيم المستقرة السائدة في المجتمع ، قرأت منذ يومين الخبر التالي : في تطور لمسلسل فوضي المدارس شهدت مدرسة منشية البكري الابتدائية بالمحلة مهزلة بطلها استاذ جامعي ضرب مديرة المدرسة بالحذاء لرفضها السماح لنجلتي استاذ الجامعة بدخول المدرسة أثناء طابور الصباح تم القبض علي استاذ الجامعة المتهم، وأحاله اللواء رمزي تلعب مدير أمن الغربية للنيابة للتحقيق. تلقي اللواء السيد جاد الحق مدير مباحث الغربية بلاغا بنشوب مشاجرة داخل مدرسة ابتدائية وتعدي ولي أمر تلميذتين علي مديرة المدرسة ، انتقل ضباط مباحث قسم ثان المحلة وتبين ان التلميذتين بالصف الثالث الابتدائي اعتادتا وصول المدرسة متأخرتين وحاولتا الدخول أثناء وقوف الطابور الصباحي لكن المديرة كانت قد أمرت بإغلاق الأبواب ومنع الدخول إلا بعد انتهاء الطابور.. عادت التلميذتان إلي والدهما الاستاذ بجامعة الأزهر وشكتا له فتوجه معهما للمدرسة وأثناء معاتبة المديرة فوجئ المدرسون به يخلع حذاءه وينهال به ضربا علي وجه مديرة المدرسة التي تحطمت نظارتها الطبية وأصيبت بكدمات في الوجه. انتهي الخبر علي النحو المشار اليه ، لكنني شعرت بأن ثمة شيئا ناقصا فيه نظرا للانتقال المفاجيء في القصة من المعاتبة الي الضرب علي وجه مديرة المدرسة بالحذاء . نازعتني نفسي ألا أصدق هذا الكلام لولا أنه منشور بصحيفة محترمة لم تعتد نشر أخبار ملفقة ، سبب عدم تصديقي هو معلوماتي القديمة عن أسباب ارسال الناس لأبنائها الي المدارس . الناس يرسلون أبناءهم الي المدارس لكي يتعلموا ويتأدبوا ، العلم بالقراءة والكتابة ، والتأدب بحسن السلوك واكتساب الخبرات المفيدة في الحياة ومن أهمها خبرة النظام والالتزام والطاعة واحترام الكبير والعطف علي الصغير مما حفظناه عن ظهر قلب حينما مررنا بمراحل التعليم المختلفة . المثير للدهشة هو تفشي وباء العنف في المدارس بين التلاميذ ، وبينهم وبين المدرسين ، وبين المدرسين والنظار ، وبين أولياء الأمور وبين هيئات التدريس ، يعني المدارس أصبحت مسرحا لانفلات أخلاقي وسلوكي واسع المدي اذا صحت الأخبار التي تنقلها الصحف بصورة شبه يومية . مما يجعلنا نطرح سؤالا مهما حول جدوي ارسال الأبناء الي المدارس ولماذا نرسلهم الي مكان غير آمن ؟؟ ربما يقول البعض ان مظاهر العنف والسلوك السييء انتقلت من المجتمع الي المدرسة باعتبار المدرسة جزءا من المجتمع ، يعني ذلك أن المشكلة الحقيقية تكمن خارج أسوار المدرسة وليس داخلها ، لكن كنت أظن أن المدرسة لها دورها في تنقية السلوك وتحسين المزاج العام بأساليب تربوية . أما أولياء الأمور الذين استباحوا المدارس فهم يرتكبون خطأ جسيما حين يضربون مثلا سيئا لأبنائهم باهدار قيمة المعلم والتقليل من شأن المدرسة كمؤسسة تربوية .