بعد عامين من الركود الحاد في الأسواق بدأ قطاع السلع الفاخرة يستعيد نشاطه مجدداً حيث تقول رئيسة المجلس الاستشاري لشركة شانيل الفرنسية المتخصصة في تصنيع المنتجات الفاخرة فرنسواز دو مونتناي إن قطاع المنتجات الفاخرة سيواصل نموه وأضافت دو مونتناي علي هامش مؤتمر تنظمه مجموعة كوميت كولبير الفرنسية لشركات المنتجات الفاخرة هذا العام نواجه زيادة كبيرة جداً في المبيعات سواء من الأزياء أو العطور أو مستحضرات التجميل. وتابعت حتي العام الماضي كان عاماً جيداً بالنسبة للأزياء والمجوهرات لكن الحال كانت أصعب بالنسبة للعطور ومستحضرات التجميل. وقالت إن مبيعات الشركة تحسنت منذ الصيف الماضي وأن الأعمال في الولاياتالمتحدة تنتعش لكنها لم تعد بعد لمستوياتها قبل الأزمة المالية العالمية. وتقول إليسا موساييف صاحبة ومديرة متجر "موساييف" للمجوهرات في لندن في مجلة الإيكونوميست: إن بعض زبائنها الأثرياء اشتروا الألماس وغيره من الأحجار الكريمة بغرض الاستثمار خلال الأزمة المالية في وقت بدت فيه الأصول الورقية خادعة وغير مضمونة. وفضلوا آنذاك ألا يتباهوا بمشترياتهم أمام الناس المتجولين الذين أنهكتهم الأزمة وأفلسهم الركود وراحوا يطلبون أن توضع مشترياتهم في أكياس بيضاء بسيطة. ومع تعافي الاقتصاد العالمي، تختفي هذه القيود. وبدأت تزدهر مبيعات البضائع الفاخرة علي نحو لم يتوقعه أكثر الخبراء تفاؤلاً. في 14 أكتوبر سجلت "لوي فيتون" أكبر شركة بضائع فاخرة في العالم، زيادة في المبيعات بنسبة 14% خلال الأشهر التسعة الأولي من هذا العام. كما سجلت "بوربوري" شركة الملابس الراقية البريطانية نمواً في المبيعات بنسبة تزيد علي 10% خلال الأشهر الستة المنتهية في آخر سبتمبر كذلك سجلت "بي بي ار" الشركة الفرنسية المتخصصة في تجارة البضائع الفاخرة بالتجزئة نتائج قوية. وتقول كلوديا دار بيزيو خبيرة البضائع الفاخرة في فرع شركة بين اند كومباني الاستشارية في ميلان إن قوة التعافي كانت مفاجئة. وشهدت الأسماء التجارية الكبري مثل لوي فويتوث وهيرمس مكاسب كبري. فمن خلال تمويلاتها القوية تمكنت من مواصلة فتح متاجر جديدة والاستثمار في أنشطة خلال الأزمة. رغم أن تداول البضائع الفاخرة اعتاد علي أن يمر بدورات صعود وتراجع إلا أنه في العقد الماضي حلق عالياً وهبط هبوطاً شديداً. وفي الولاياتالمتحدة تراجعت المبيعات الفاخرة 18% خلال العام الماضي أما في العام الحالي فلم يعد كثير من المتسوقين يخفي رغبته في التفاخر والتباهي وتنشغل متاجر المتنوعات بتخزين كميات هائلة من الأصناف الجذابة استعداداً لموسم الأعياد. وفي الصين زاد حماس التسوق الفاخر حيث نمت مبيعات الأصناف الغالية بنسبة 20% حتي العام الماضي بل يتوقع أن تزيد بنسبة مذهلة تبلغ 30% هذا العام. وفي خمس سنوات يتوقع للصين التي تشكل حالياً 18% من الطلب العالمي علي البضائع الفاخرة أن تصبح ثالث أكبر سوق لها. وقد عمل هذا الازدهار علي اختفاء بعض الأصناف من متاجر البضائع الفاخرة ورغم انتشار الإضرابات في فرنسا ليس لدي "لوي فيتون" تاجر الحقائب الغالية مخزون يلبي الطلب المتزايد المفاجئ. وسعياً للحفاظ علي بضائع كافية لأعياد الكريسماس يغلق متجر "لوي فيتون" الشهير في شارع الشانزليزيه في باريس أبوابه مبكراً كل يوم ويرفع أسعاره في منطقة اليورو. غير أن العصر الذهبي لشركات البضائع الفاخرة لن يدوم علي ما يبدو. إذ تتوقع متاجر بين أن يتباطأ نموها العام المقبل إلي 5% وينتظر أن تضر قوة اليورو بكبريات الشركات الفاخرة التي غالباً ما تكون فرنسية أو إيطاليا والتي تنشر منتجاتها في منطقة اليورو. كما أن زيادة الضرائب في أوروبا ستقلل إحساس الأثرياء بغناهم وتجعلهم أقل رغبة في الإنفاق ببذخ. مصطفي عبد العزيز