حدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" سبعة خيارات متتابعة للمرحلة المقبلة، لن يجري القفز عن خيار منها إلي الخيار الذي يليه قبل استنفاد السبل الممكنة لتحقيقه. الخيار الأول هو العودة إلي المفاوضات في حال وقف الاستيطان وفي حال عدم تحقق ذلك فإن الخيار الثاني سيتم الحديث فيه مع الأمريكان والطلب منهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو ،1967 أما الخيار الثالث في حال عدم نجاح ذلك فهو اللجوء إلي مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو ،1967 والتركيز في المرحلة الحالية ينصب علي الخيار الأول وهو العودة إلي المفاوضات، لكن ذلك يتطلب وقفا شاملا للاستيطان. الخيارات السبعة التي حددها أبومازن ذكر ثلاثة منها بوضوح، وأبقي علي الأربعة ومن دون تحديد لاتجاهاتها مكتفيا بالقول إنه لن يقفز عن الخيار الأول وهو المفاوضات إلا بعد استنفاد كل المحاولات. غير أن هناك من يري أن الخيارات المطروحة علي طاولة النقاش لدي القيادة الفلسطينية كبديل للمفاوضات إنما هي بدائل غير موفقة. وتعكس رغبة تجريبية لدي بعض الناصحين في دائرة الرئيس أبومازن عندما لا يجوز التجريب خاصة وأن يقينا بدأ يتنامي لدي القيادة السياسية الفلسطينية لا تري فيه وجود واحد في المائة من الفرصة لنجاح المفاوضات الراهنة مع نتنياهو فالجانب الأمريكي حتي الآن أخفق في التوصل إلي اتفاق مع الجانب الإسرائيلي لوقف الاستيطان كما أن الأجواء العامة غير مريحة وهذا مؤشر سلبي، وهناك أفكار إسرائيلية رفضها الجانب الفلسطيني مثل اعتبار العطاءات الاستيطانية الأخيرة سارية المفعول في حال طرح تجميد الاستيطان لفترة ثلاثة أشهر أخري. ولأن الخيارات الفلسطينية هذه تعكر صفو الأجواء الإسرائيلية المدروسة بالنسبة لها والمخطط لها أن تكون في دائرة مصالحها فقط فقد وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيرا للرئيس الفلسطيني محمود عباس من مغبة اتخاذ إجراءات أحادية الجانب مثل الإعلان عن دولة فلسطينية من طرف واحد، مطالبا الفلسطينية بالكف عن إضاعة الوقت والعودة إلي المفاوضات المباشرة من أجل بحث كل المواضيع وتحقيق طموحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التوصل إلي اتفاق إطار للسلام الدائم خلال سنة. نتنياهو تعطف علي الفلسطينيين في إطار تحذيراته للرئيس عباس بأن قيام الدولة الفلسطينية ممكن فقط بعد اختتام مفاوضات ودية ناجحة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وإن أي سبيل آخر يسلكه الفلسطينيون لن يفيدهم بشيء، وهو مطمئن للموقف الأمريكي الذي لا يوافق علي التهديدات الفلسطينية بإعلان دولة من طرف واحد، وتفضيلها التركيز حاليا علي مفاوضات مباشرة ومكثفة بعيدة عن الصخب الإعلامي، ويري أن احتمال الموافقة الأمريكية علي خطوة فلسطينية كهذه يقارب الصفر. لكن هذه التقديرات الإسرائيلية ربما تكون أقرب إلي كونها أضغاث أحلام من كونها واقعية، فقد صرحت المندوبة السابقة لإسرائيل في الأممالمتحدة بأن استخدام أمريكي للفيتو (حق النقض) في مجلس الأمن الدولي لمنع قرار الاعتراف بدولة فلسطينية كهذه ليس مضمونا. لذا فإن التقدير الذي يطرحه نتنياهو علي وزرائه السبعة الذين يقودون الحكومة في القضايا المصيرية هو أنه إذا لم يتحقق تقدم في المحادثات ستسعي الإدارة الأمريكية دون صلة بنتائج الانتخابات المرحلية للكونجرس إلي فرض تسوية دائمة علي إسرائيل والفلسطينيين وحتي لو خسر أوباما في انتخابات الكونجرس، فإن المشكلة ستبقي علي حالها، فالإدارة الأمريكية لن تغير سياستها بالنسبة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإذا كانت قد خففت الضغط علي الطرفين، فإن ذلك يرجع للانتخابات لكن في نيتها تشديد الضغط بعدها، خاصة وأن المهلة التي منحتها لجنة متابعة المبادرة العربية للأمريكيين لحل مسألة طلب استئناف تجميد الاستيطان تنتهي في التاسع من نوفمبر الجاري وهو موعد اجتماعها الذي يفترض أن تقرر فيه ما إذا كانت ستوصي بوقف المفاوضات بين السلطة وإسرائيلية أم لا؟ من هنا يسعي نتنياهو إلي اقناع الإدارة الأمريكية بقبول مشروعه الخاص بإقام دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، مع تأجيل ملفي القدس واللاجئين، فمشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة يتيح لإسرائيل الاحتفاظ بسيطرتها علي الحدود