خلال الفترة الاخيرة جمعتني المصادفات بعدد من النماذج كان القاسم المشترك بينها: العودة من بلاد شقيقة بعد فقدان فرصة العمل، بغض النظر عن مدة الاقامة، أو طبيعة العمل، أو الخبرة، أو.. ، أو.... ما بين قريب وصديق وجار، كانت المفردات تتكرر: "منتهي الظلم".. "لم نرتكب ما يستوجب انهاء خدماتنا".. "اكلونا لحما ورمونا عظما".. و.. ومترادفات من النوع الذي يسبب للقلب وجعا فوق وجعه! بالتأكيد هناك توابع للأزمة المالية العالمية، برغم مزاعم عربية تؤكد اننا لا نتأثر بالازمة، وان اقتصاداتنا متينة وأن.. وأن.. الحاصل ان الازمة فرضت قرارات صعبة عاني منها الجميع: أهل البلد، ومن سعي للرزق، بل ان المسألة ألقت بظلالها علي الخطط الطموح للحكومات، ولا غبار علي ذلك فهي أحكام الازمة وان انكرها البعض كبرا أو جهلا! ما يستوقف في حكايات العائدين، ويمثل ايضا قاسما مشتركا، إن ما أصاب المصريين كان أكثر من سواهم، فلا العرب من جنسيات أخري، ولا حتي الوافدين من أقطار أسيوية عانوا مثلما عاني العامل المصري! يحدث ذلك في الخليج كما في الاقطار الشقيقة الاخري.. لا فرق بين مشرق ومغرب، شام أو يمن، فالكل في الهم سواء! وبعيدا عن الشعارات القومية، والاخوة العربية، و.. وكل ما هو معنوي وأخلاقي، لابد من التذكير بأن ثمة اتفاقيات ومواثيق تنتهك من جانب الاشقاء بدم بارد. فقبل أكثر من 4 عقود كانت هناك اتفاقية عربية لتنقل الايدي العاملة بين الدول الشقيقة، وتم تعديلها بعد فترة للتأكيد علي منح الاولوية في التشغيل للعمالة العربية، ولكن علي أرض الواقع فإن التطبيق لا يعترف باتفاقات ولا مواثيق! الأخطر انه بالاضافة إلي المواثيق العربيةا لشاملة، ثمة اتفاقيات ثنائية لها خصوصية في التسهيلات والامتيازات، لكن استوي الجميع في الاجراءات التي استهدفت العمالة المصرية، بما يثير عشرات من علامات التعجب والاستفهام! عن أي تعاون مشترك نتحدث؟ وبأي سوق عربية مشتركة نحلم؟ أن ألف باء تعاون واندماج وسوق مشتركة ان يتاح للعمالة حرية المرور والتنقل والعمل، وما سمعته من حكايات يلغي الابجدية من الألف إلي الياء!!