مازالت بورصة النيل تعاني "الأمرين" ومازالت حائرة بين توصيات "اللجنة الاستشارية ببورصة النيل" وبين مقترحات خالد سري صيام لدرجة أصابت رؤساء الشركات المدرجة بها بحالة من "اليأس" بشأن قيام إدارة البورصة بتغيير نظام التداول بهذه البورصة الوليدة والقائم علي "المزايدة". الأمر الذي دفع انشط الشركات ببورصة النيل "بي اي جي" و"المؤشر للبرمجيات" و"البدر" بالتقدم بطلب رسمي الي البورصة بضرورة اعادة النظر في نظام "المزايدة" لإعطاء بورصة النيل فرصة للنشاط وتعريف المستثمرين بالسوق القيمة الحقيقة والعادلة لأسهمهم. أسئلة يرددها خبراء ومستثمرون بالسوق تبحث عن جواب كيف يعقل أن تكون هناك بورصة بها 13 شركة ولا يتداول منها سوي ثلاث أو أربع شركات فقط يوميا، ولا يتعدي حجم تداولاتها حاجز ال200 ألف جنيه إذ كان من المتوقع ان يكتب النجاح لبورصة النيل في الأشهر الأولي من انطلاقها لاسيما انها بورصة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل 85% من حجم الشركات التي يتم تأسيسها في السوق كما أنها هي البورصة الأولي من نوعها في مصر والشرق الأوسط. ألمح البعض بإمكانية ان تكون هناك "تربيطات" فيما بين شركات بورصة النيل و"الرعاة" بتعمد عدم التداول في بورصة النيل لاجبار إدارة البورصة علي تغيير نظام التداول القائم حاليا علي "المزايدة" وتفعيل نظام اخر للتداول يتيح لأسهم شركات بورصة النيل الافصاح عن امكانياتها وتحقيق الارتفاعات المطلوبة. إلا أن شركات بورصة النيل استبعدت أن تكون هناك تربيطات فيما بينها وبين الرعاة بعدم التداول، وان كانت هناك حالة من اليأس فيما بينهم مطالبين مرارا وتكرارا بضرورة قيام إدارة البورصة بوضع حل سريع لانهاء المهزلة وإيجاد طريقة أخري للتداول ببورصة النيل بدلا من النظام القائم. وجميعهم طالب بضرورة ان تكون الجلسة مفتوحة وفقا للعرض والطلب مثل نظام التداول بالبورصة الرئيسية لأن نظام المزايدة أظهر عيوبا كثيرة وطالبوا بجعل جلسة التداول مفتوحة وفقا للعرض والطلب وفي نفس موعدها. يقول المهندس منصور البربري رئيس مجلس ادارة شركة "بي أي جي" للتجارة والاستثمار احدي شركات بورصة النيل انه لا مجال لعقد تربيطات أو اتفاقيات، وإنما الامر لا يعدو كونه حالة من اليأس والاستياء في نفس الوقت من الوضع الحالي ببورصة النيل والحال الذي وصلت إليه في ظل وجود نظام تداول فاشل ضعيف أثبت عدم جدواه وتسبب في تحجيم النشاط ببورصة النيل وأدي هذا أيضا الي انصراف المستثمرين عن الدخول في بورصة النيل أو التفكير اصلا في الدخول فيها. وقال ان المستثمرين بالسوق مازالوا يجهلون الكثير عن بورصة النيل بسبب ما تتعرض له من إهمال خاصة في ظل المقترحات والسيناريوهات الموضوعة بشأن تغيير نظام التداول "المزايدة" ولم يتحقق منها مقترح واحد أو سيناريو واحد. وأبدي مخاوفه من الوصول الي نتائج سلبية ببورصة النيل قد تمتد أثارها الي السوق ككل في ظل انصراف إدارة البورصة عن وجود حل لبورصة النيل فيما يتعلق بنظام التداول بها. وقال تامر بدر الدين رئيس شركة البدر للبلاستيك ان هناك عيوبا في نظام التداول ببورصة النيل، لافتا الي ان هذا النظام حد كثيرا من نشاط بورصة النيل إلا انه استبعد أن يكون هناك اتفاق فيما بين الشركات وبعضها البعض لاجبار إدارة البورصة علي اتخاذ أي قرار بشأن نظام التداول لافتا الي ان الأمر لم يكن في حاجة الي "تربيطات" بقدر ما هو في حاجة الي اتخاذ قرارات جريئة ومناسبة من قبل البورصة واضاف ان بورصة النيل للشركات الصغيرة هي الباب الرئيسي للتمويل والتوسع وتحقيق النمو وبالتالي لابد أن تكون معبرة ومقنعة للمستثمرين ولابد من الترويج الكافي لها وتعريف المستثمرين بها علي نحو افضل من ذلك. ويقول محمد فرج رئيس شركة "المؤشر للبرمجيات" ان نظام المزايدة لم يعد يفيد في الوقت الحالي لافتا إلي انه تقدم رسميا إلي إدارة البورصة لتعديل نظام المزايدة واضاف انه حتي الآن لا يعرف المستثمرين بالسوق القيمة العادلة لأسهم بورصة النيل كما يجهلون كيفية التعامل بها ولا يعرفون المزيد عن طبيعة بورصة النيل وهو شيء سلبي للغاية لابد أن تتنبه له إدارة البورصة وهيئة الرقابة المالية. وأكد انه لا يعقل ان تكون هناك بورصة مقيدة بها اكثر من 14 شركة ولا يتداول بها إلا علي ثلاث شركات فقط وحجم تداولاتها لا يتعدي حاجز ال200 مليون جنيه وطالب بمزيد من الاهتمام والترويج ببورصة النيل قبل فوات الأوان.