توقع محللون اقتصاديون في صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تتصدر الصين أو ما يطلق عليه التنين الأحمر اقتصاد العالم بحلول عام 2020 مشيرين إلي أنها تحافظ علي وتيرة مستقرة تؤهلها لتحقيق نمو بنسبة 10% العام الجاري مقابل تراجع اليابان. وأشاروا إلي أن الصين أصبحت خلال ثلاثة عقود أكبر مصدر في العالم متخطية بذلك ألمانيا ولم يبق أمامها حالياً سوي الولاياتالمتحدة موضحاً أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الصين هو رفع مستوي دخل الفرد. وأضافوا أن بكين نجحت في جعل الشركات اليابانية تعتمد بشكل كبير علي السوق الصينية بسبب الفارق التكنولوجي ورواتب العمال مؤكداً أن الصين تحاول التقليل من اعتمادها علي الدولار الأمريكي وتنويع احتياطاتها من العملة الأجنبية لجعل اليوان العملة المرجعية في آسيا. وذكرت الصحيفة أن تراجع الاقتصاد الياباني في الربع الثاني من العام الجاري فتح المجال أمام الصين لتقفز إلي المرتبة الثانية في سلم أقوي اقتصاديات العالم بعد الولاياتالمتحدة إذ بلغ الناتج المحلي الإجمالي الصيني في الفترة نفسها نحو 1.33 تريليون دولار مقابل نحو 1.28 تريليون دولار لمنافستها اليابان لتتقدم بكين علي طوكيو بفارق يبدو ضئيلاً في حين توقع محللون اقتصاديون أن يتصدر التنين الأحمر اقتصاد العالم بحلول عام 2020 إذا استمر في هذا التقدم. ويري المحللون أنه لا شيء سيمنع الصين من البقاء في المرتبة الثانية علي المستوي العالمي إلا كارثة حقيقية تهز الاقتصاد المتنامي إذ تشير التوقعات إلي أن هذا التقدم قد يستمر في ظل النمو المتسارع في الصين والوضع الاقتصادي في اليابان التي لم تحقق نمواً ملحوظاً في الربع الثاني من العام الجاري لم يتجاوز 0.1% مما يحد من نموها العام الجاري الذي يتوقع ألا يتجاوز 0.4%. ويعاني الاقتصاد الياباني متاعب حقيقية إذ بلغ الدين العام ضعفي الناتج الإجمالي المحلي. كما تعاني البلاد تراجعاً في القدرة الشرائية وزيادة عدد المسنين. ولم تفلح الحكومات المتعاقبة خلال العقدين الماضيين من التخفيف من هذه المشكلات. واضطرت البنوك إلي خفض قيمة الفائدة علي القروض إلي الصفر مما أنعش الشركات التي علي وشك الإفلاس إلا أن هذه السياسة المالية شكلت عائقاً أمام الشركات المزدهرة لتحقيق مزيد من الأرباح. وفي المقابل تحافظ الصين علي وتيرة مستقرة تؤهلها لتحقيق نمو بنسبة 10% العام الجاري علماً بأن السلطات الصينية اتخذت إجراءات جديدة للتحكم في وتيرة نمو الاقتصاد الوطني التي لن تؤثر كثيراً في النسبة المذكورة. وتشير بيانات البنك الدولي إلي أن الاقتصاد الياباني حقق نمواً بنسبة 5% في الفترة ما بين الأعوام 2000 و2008 في الوقت الذي حقق فيه الاقتصاد الصيني نمواً بنسبة 261% في الفترة نفسها. ويقول الخبير الاقتصادي في سوق ميزوهو آسيا للأوراق المالية شن جيانجوانج إن الفارق سيترسخ في السنوات المقبلة بعدما تمكنت بكين من تحقيق هذا التقدم الهائل بفضل سياسة الانفتاح التي بدأت عام 1978 مما أدي إلي تضاعف الناتج المحلي مرتين في عام 1990 وخلال العقود الثلاثة الماضية استطاعت الصين أن تتجاوز الدول الثماني الكبري ثم أصبحت أكبر مصدر في العالم متخطية بذلك ألمانيا ولم يبق أمامها حالياً سوي الولاياتالمتحدة. ويقول خبراء اقتصاد إنه في حال استمرت الصين بهذه الوتيرة فإن هذا البلد الأكبر له تكملة من حيث عدد السكان سيتسلم قيادة العالم في العقد الثالث من هذا القرن. وبحسب محللين في بنك جولدمان ساكس فإن ذلك قد يحدث في عام 2027 في حين يري خبراء شركة برايس ووتر هاوس كوبرز العالمية المتخصصة في تقديم الخدمات والاستشارات المالية أن التنين الأحمر سيتصدر اقتصاديات العالم بحلول عام 2020 وأصبح تأثير الصين في الاقتصاد العالمي واضحاً مع دخول شركات صينية عملاقة علي الخط إذ تعمل أربع شركات في مجال البورصة،تعد الأكبر عالمياً. وتشهد البلاد تنافساً محموماً تلعب فيه شركات متعددة الجنسيات الدور الرئيس لتحدد بذلك مستقبل 1.3 مليار نسمة هم عدد سكان الصين. مصطفي عبد العزيز