يعتبر ملف بنك التنمية والائتمان الزراعي من الملفات الشائكة التي أثارت جدلا واسعا علي مدار سنوات طويلة بعد تراجع دور البنك وتعرضه لمشكلات جمة، التقينا مع علي شاكر رئيس مجلس إدارة البنك الذي يقود دفة الإصلاح والذي أوضح أن البنك حقق نتائج تاريخية ومرضية وأضاف أن الحرب ضد الفساد لن تتراجع مهما حدث، وقال إن البنك بدأ يتنفس الصعداء بعد عودة التوازن بين نسبة الودائع والقروض وقال إنه بالرغم من أن محفظة الإئتمان تراجعت ما يقرب من 4 مليارات جنيه إلا أنها أصبحت أكثر جودة بعد التخلص من تدوير القروض الذي أساء إلي سمعة البنك لفترة طويلة، وقال إن هناك تحسنا ملموسا في صورة البنك في الشارع مستشهدا بعودة الثقة وتضاعف حجم الودائع في عامين ونصف العام وقال إنه لا تفريط في عمالة البنك وأنه سيتم تحويلها إلي عمالة منتجة مع توسيع أعمال البنك، إلي غير ذلك من القضايا الساخنة التي ساقها شاكر في الحوار التالي: * يعتبرك الكثيرون رجل المهام الصعبة خلال رحلتك المصرفية سواء في البنك الوطني للتنمية أو بنك التنمية الذي توليت رئاسته وهو في وضع خطير متمثلا في تراجع حجم الودائع عن القروض بنسبة كبيرة؟ ** لقد مررت بتجارب كثيرة في البنوك التي شغلت فيها عددا من المناصب علي مدار 36 سنة اكتسبنا خلالها الخبرة في التعامل مع هذه الملفات الحساسة وإعادة هيكلة البنوك المتدهورة واعتمد الإصلاح علي عدة محاور بداية من فريق العمل الذي قاد هذا التغيير وهو يجب أن يكون من خارج المؤسسة وإحداث التناغم بينه وبين الفريق الداخلي، ثم وضع اليد علي مواطن الخلل ومنابعه، ومشاكل التعثر في مصر ودول أخري متشابهة وتعتبر أبرز ملامحها إدارة الأصول والخصوم وإدارة الديون المتعثرة والموارد البشرية ويجب أن يكون ذلك مدعوما بإصلاح البنية التحتية مع بنك التنمية والإئتمان له خصوصية شديدة فهو المنوط به خدمة القطاع الزراعي ولديه تواجد ضخم في كل المحافظات وهذا يجعل المهمة أصعب وعندما توليت منصبي وجدت دراستين مفصلتين إحداهما تشخيصية عن مشكلات البنك طلبها المركزي من جهة محايدة ودراسة أخري عن إعادة الهيكلة من رابو بنك بتكليف من وزارة الزراعة استفدنا منها كثيرا ولكنها لم تطبق حرفياً حيث تم تمصيرها بما يتسق مع الظروف المحلية فهي ليست إلزامية ولكنها استرشادية ووفر لنا ذلك الكثير من الوقت وأنا راض عن مستوي الإصلاح ويمكن ملاحظة ذلك في ميزانية البنك وتمكنا من مضاعفة ودائع البنك بعد التشوه في نسبة القروض إلي الودائع الذي بلغ 105% من خلال حملة تسويقية هائلة اجتذبت حجما ضخما من الودائع وبالتوازي عالجنا عيوب محفظة الإئتمان من خلال القضاء علي تدوير القروض. تشوه محفظة الإئتمان * علي ذكي تدوير القروض تعتبر عمليات التدوير من أبرز المشكلات التي واجهت محفظة إئتمان البنك فكيف تري ذلك؟ ** تدوير القروض كان كارثة حقيقية وهو ما أدي إلي تشوه محفظية إئتمان البنك لاعتبارها عبئاً كبيرا وكان يسبب تضخم وهميا في محفظة الائتمان ينتج عنها ايرادات دفترية وفي ذات الوقت تضاعف القروض علي المزارعين وقد نجم عن ذلك في البداية تراجع محفظة الائتمان بمقدار 3 4 مليارات جنيه مصحوبة بزيادة مضطردة في الودائع وقلت الفجوة تدريجيا ورغم ذلك فقد أصبحت محفظة الائتمان جيدة والحقيقة أساءت هذه القروض إلي سمعة البنك. * هل لمستم تحسنا في صورة البنك لدي الرأي العام خاصة بعدما كانت سيئة لأعوام؟ ** هناك تحسن ملموس ونحن نرصد ذلك من الحملات الإعلامية التي كانت تشن ضد البنك رصدنا تراجع الانتقادات بشكل كبير سواء بشكل موضوعي أو جزافي كما تشنه بعض الصحف التي تناولت سلبيات دون أن تكون هناك مساحة للرأي الآخر ونحن نعلم أن ذلك سيأخذ بعض الوقت حتي ترسم صورة جديدة للبنك في الشارع فالتغير ليس لحظيا. * تعتبر أول مصرفي يتولي قيادة البنك فهل غياب الفكر المصرفي عن البنك أضر به علي مدار هذه السنوات؟ ** نعم أثر عليه بالسلب.