تشهد الفترة القادمة تنفيذ عدة برامج لزيادة التعاون الاقتصادي بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية تركز علي دعم التعاون في المجال الزراعي وتبادل الخبرات، حيث تم الاتفاق بين البلدين علي تعزيز التعاون فيما يتعلق بإنتاج تقاوي القمح وتنمية وزراعة أصناف جديدة مقاومة للصدأ الاسود في أفغانستان. وقال أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي خلال موتمر صحفي اليوم بحضور مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدة بالقاهرة: إن الفترة القادمة سوف تشهد المزيد من التنسيق والتعاون بين مصر وأمريكا مع التركيز علي قطاعات التجارة البينية وتشجيع الاستثمارات المشتركة مؤكدا علي أنه من الصعب الاعتماد إلي الأبد علي المعونة ولكن الواقع يؤكد أن الاقتصاد المصري حقق تطورات كبيرة وبالتالي ننتقل من المعونة المادية إرلي مرحلة التعاون والدعم الفني وتبادل المنافع. وأضاف أباظة أن مصر لديها خطط وبرامج واضحة فيما يتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، مؤكدا أن أهم ملامح هذه الاستراتيجية الوصول بنسبة الاكتفاء الذاتي من القمح بحلول 2020 إلي نحو 70% وأن السير في هذه البرامج لا يرتبط بالمتغيرات العالمية أو ظروف السوق مشيرا إلي أنه بفضل الجهود التي قام بها علماء مركز البحوث الزراعية، أمكن التوصل إلي العديد من الأصناف الجديدة عالية الإنتاج والإنتاجية، وسيتم خلال الفترة القادمة اكثارها والتوسع في زراعتها موضحا أن الحكومة تستهدف زيادة المساحات المنزرعة من القمح إلي 4 ملايين فدان بحلول عام ،2017 من خلال تنفيذ خطة استصلاح مليون فدان اضافي بالأراضي الجديدة. وقال إن الحكومة وضعت مجموعة من التسهيلات أمام المستثمرين المصريين لزراعة القمح في دول حوض النيل، وخاصة أثيوبيا وأوغندا، مؤكدا أن الأزمة الحالية في ارتفاع أسعار القمح، ستكون عاملا مشجعا علي الاستثمار في هذه المجالات. وفيما يتعلق بالمتغيرات التي يشهدها سوق واردات القمح الروسي، أوضح أباظة أن الجانب الروسي لم يلغ التعاقدات مع مصر، ولكنه أعاد النظر في العقود وفقا للمتغيرات والظروف التي تشهدها روسيا، وأن ما حدث مجرد تأجيل للعقود وليس الإلغاء النهائي مشيرا إلي أن مصر تمكنت من التعاقد علي استيراد 250 ألف طن وهي تعادل تقريبا نفس الحصة التي يتم استيرادها من روسيا في نفس الفترة، وستصل إلي الموانئ المصرية خلال الأيام القادمة كما أن المخزون المحلي يكفي لمدة تزيد علي 5 أشهر، لذا فلا داعي للقلق بشأن قضية القمح. وأشار أباظة إلي أن التعاون بين مصر وأمريكا انتهي إلي وجود طلب من الحكومة الأفغانية باستيراد نحو 150 طن تقاوي قمح صنف مصر 1 المقاوم لمرض الصدأ الأسود لزراعتها في أفغانستان. يذكر أنه تم أمس تصدير الشحنة بالكامل أمس إلي أفغانستان وتحملت أمريكا تكلفة الشحن،. وأشار أباظة إلي أن هذا التعاون الثلاثي سيسهم في مقاومة المرض وحماية واحدة من أكبر مناطق إنتاج القمح في العالم وهي وسط آسيا، وتوفير المعروض منه كوسيلة لتحسين الأمن الغذائي العالمي، مؤكدا أنه عند تصدير هذه الشحنة راعت مصر اشتراطات مكافحة الآفات العابرة للحدود وذلك من خلال الفحص عن طريق الحجر الزراعي وكذلك المتطلبات الواجب توفيرها أثناء النقل. من جانبها، أبدت مارجريت سكوبي استعداد الحكومة الأمريكية لتغطية العجز الذي قد يحدث في السوق المصرية من القمح بالكامل، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة لديها مخزون جيد يكفي لتصدير أقماحها إلي الخارج. ورحبت سكوبي بالتعاون مع مصر في مجال تصدير القمح والتبادل العلمي والفني الزراعي، موضحة أن أمريكا ومصر لديهما رصيد من التعاون يعود إلي 30 سنة، حيث انصبت المساعدات في بادئ الأمر علي توفير البنية التحتية للمصريين، واستمر الحال حتي الثمانينيات، مشيرة إلي أنه في الوقت الحالي وفي ظل التطورات وعمليات التحديث الكبيرة التي شهدها الاقتصاد المصري بما فيها أعمال البنية الأساسية، وغيرها من المجالات، يتركز الدعم الموجه من المعونة الأمريكية إلي مصر علي تقديم الدعم الفني والعلمي في مجالات التعليم والزراعة والصحة وفي نفس الوقت الاستفادة من الخبرات المصرية لتحقيق مكاسب مشتركة. وتدخل أباظة قائلا: إن الاعتماد علي المعونة الأمريكية ليس هو الأساس، ولا أظن أن أية دولة في العالم يمكن أن تبني سياساتها أو برامجها علي المعونة، مؤكدا أن مصر وصلت إلي مرحلة يمكن من خلالها توظيف إمكانياتها بالشكل والطريقة التي تسمح بفتح مجالات مع الجانب الأمريكي تعتمد علي الاستفادة المشتركة من التجارة البينية والاستثمارات المشتركة وتبادل الخبرات.