أمريكا واثقة من أن المفاوضات المباشرة ستستأنف.. قالها أوباما ووعد بها نتنياهو وسارع وهاتف عباس وأمره أن يلتزم ويلتصق بالمفاوضات المباشرة فهي السبيل لتحقيق الهدف في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، نتنياهو علي ثقة كاملة بأن المفاوضات المباشرة ستستأنف هذا ما قاله عقب لقائه بأوباما في السادس من يوليو الحالي وكان علي ثقة كاملة بذلك، ولا يمكن له أن يقول أمرا إلا إذا كان علي يقين بأنه سيتحقق. ** ميتشل ومحاولة جديدة للضغط كل من نتنياهو وأوباما يعلم أن السلطة الفلسطينية ستتظاهر في البداية برفض استئناف المفاوضات المباشرة امعانا في عدم إراقة ماء الوجه أمام الفلسطينيين أولا والعرب والمسلمين ثانية لاسيما وأن المفاوضات غير المباشرة لم تأت بأي جديد، فالقضية مازالت راكدة لم تتحرك خاصة فيما يتعلق بالحدود والأمن كما أن إسرائيل استغلتها كمظلة لإقامة العديد من الوحدات السكنية في الضفة والقدس وفي هدم منازل المقدسيين ورغم ذلك جاء لقاء ميتشل مع عباس السبت الماضي محاولة جديدة للضغط من أجل استئناف المفاوضات المباشرة التي كانت قد توقفت في نهاية سنة 2008 اثر الهجوم الاسرائيلي علي غزة قبل 26 سبتمبر القادم موعد انتهاءمفعول تجميد الاستيطان في الضفة. ** سيف مصلت علي رقبة عباس ولاشك أن عباس وقع في حيص بيص، فالرجل لن يستطيع أن يرفض أمرا تمليه إدارة أوباما وإلا رفعت عنه غطاء الشرعية وأولي الوسائل إلي ذلك وقف كل أنواع الدعم المالي والسياسي وهو إذا حدث سيعني نهاية عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية. ولعل ما شجع إسرائيل وأوباما علي المطالبة باستئناف المفاوضات المباشرة هو استجابة السلطة الفلسطينية قبل ذلك إلي مطلب المفاوضات غير المباشرة والتي هرولت نحوها بعد التفوض الذي منحته لها لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام في الأول من مايو الماضي وهو تفويض لم يكن هناك ما يبرره خاصة أن إسرائيل مضت في ترسيخ الاستيطان وهدم البيوت في القدسالمحتلة. ** لعبة الخداع إن ما يحدث علي أرض الواقع اليوم ليس بجديد، فمنذ انطلاق ما يسمي بالعملية السلمية ونحن نعايش نفس اللعبة الصهاينة يخادعون المفاوض الفلسطيني الذي يجد نفسه مرغما للقبول بما يطرحون والتماهي معه علي اعتبار أن ما يقدمه الجانب الصهيوني للشعب الفلسطيني هو انجاز سياسي رغم إيمانه العميق بأن ما يحدث لا يعدو أن يكون هو الخداع بعينه ولهذا فإن السلطة الفلسطينية في موقف لا تحسد عليه، ويكفي أنها تدور في حلقة مفرغة وتشعر قطعا بأنها تسير في نفق مسدود وفي نفس الوقت تظل مطوقة بمأزق صعب حيث إنها للأسف الشديد لم تعد قادرة علي الاقرار بالحقيقة أو الخروج من النفق المظلم الذي وضعتها الظروف فيه لاسيما وأن من أعان علي خلق هذه الظروف هو التنسيق المشترك بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ** مفاوضات بلا مرجعية ولا آلية ما يتعين علي الفلسطينيين أخذه في الاعتبار أن المفاوضات التي تدعو إليها أمريكا عبثية ولا توجد معها آليات دولية ملزمة لإسرائيل، كما أنها بدون مرجعية وليست مشروطة بالتوصل إلي نتائج تصب في صالح الفلسطينيين وإنما تخدم إسرائيل في فرض صيغ لترسيخ الاستيطان والاحتلال علي حساب القضية الفلسطينية كما أن استمرار التفاوض دون اية انجازات من شأنه أن يعمق الانقسام الفلسطيني حيث إن هذه المفاوضات إنما ترتكز علي شطب الحقوق والثوابت الفلسطينية وترسيخ كيان الاحتلال ولا يغيب عن البال هنا أن أمريكا هي المسئول الأكبر عن كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم في حق الفلسطينيين من خلال دعمها لها سياسيا وعسكريا واقتصاديا.