تواجه بورصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المعروفة باسم "بورصة النيل" مخاوف الفشل لاسباب عديدة اهمها نقص السيولة الحاد الذي يهدد أي اداة تنوي ادارة البورصة وهيئة الرقابة المالية ادخالها الي السوق وما يهدد الكيان الناشئ الجديد للسوق الرئيس الذي انحدرت مؤشراته وفقدت كل مكاسب العام. ورأي خبراء ومحللو سوق الاوراق المالية ان هذا التوقيت يمثل اختيارا صائبا لبدء التداول في بورصة النيل لان السوق متعطشة لادوات جديدة في حين رأي اخرون ان هذا التوقيت خاطئ نتيجة وجود العديد من المشكلات بالسوق الرئيسية وانه كان لابد من الانتهاء من تلك المشكلات اولا ثم بدء التداول في كيان جديد، مشيرين إلي أن الافضل كان إرجاء الاطلاق حتي لا تتعرض السوق الجديدة الي ضغوط كثيرة قد نجعلها تفشل، رغم حملة الترويج التي تمت لها من جانب وزارة الاستثمار وهيئة الرقابة المالية المصرية. وما يهدد المشروع ايضا وفقا لاراء الخبراء ان الازمة المالية العالمية اثرت بشكل سلبي علي اداء الشركات الصغيرة، وهو ما وضح من خلال اعلان بعض الشركات المقيدة في السوق المصري عن ميزانياتها التي أظهرت تراجعا في ارباحها، اضافة الي ان معظم تلك الشركات عائلية وهو الامر الذي يشير الي ان هناك مشكلات سوف تواجه انطلاق السوق الوليدة. بداية رأي رئيس إحدي الشركات المقيدة ببورصة النيل رفض ذكر اسمه ان توقيت بدء التداول في بورصة النيل توقيت غير ملائم مبررا هذا الاتجاه ان السوق الرئيسية تعاني العديد من المشكلات اهمها عدم انتهاء بعض الشركات من اعداد القوائم المالية إلي جانب ان هناك عددا من الشركات لم توفق أوضاعها حسب قواعد القيد الجديدة اضافة إلي المشكلات المصاحبة لسوق خارج المقصورة ومن ثم التعديلات التي ينتظرها هذا السوق مطلع الشهر المقبل والعديد من المشكلات التي كان لابد من حلها اولا ثم الاتجاه الي اداة جيدة في السوق وهي بورصة النيل. اما فيما يخص ضعف تداولات هذا السوق بعد اسبوع من انطلاق العمل به، اشار إلي ان ضعف التداولات هو طبيعي خلال هذه الفترة خاصة ان هناك عددا كبيرا من المستثمرين متخوفين من الاتجاه لهذا السوق لعدة اسباب اهمها الخسائر الفادحة التي لحقت بهم في السوق الرئيسي الي جانب عدم وجود معلومات كافية عن الشركات المدرجة بالبورصة الجديدة وجهل المستثمرين لطبيعة هذه الشركات، وهو ما بات واضحا من خلال حدوث بعض التخبطات في اول اسبوع للتداول مشيرا الي ان هذا طبيعي في بدء التداول في اي كيان جديد. خبير اسواق المال محمد فرحات يقول إن بورصة النيل تواجه حاليا مأزق التهديد بعدم نجاحها، نظرا لحال عدم الاستقرار التي يشهدها السوق بسبب عدم وجود السيولة اللازمة، لافتا الي ان السوق يعاني شح السيولة. وبالرغم من اعتراضها علي توقيت تفعيل العمل ببورصة النيل فإن ماريان عزمي رئيس قسم التحليل المالي بشركة الاهرام لتداول الاوراق المالية اكدت علي ضرورة تسليط الضوء خلال الفترة القادمة علي هذه البورصة لتشجيع دخول رءوس اموال جديدة او تحويل جزء منها من السوق الرئيسي وان كانت الفترة القادمة كما يراها سيكون بها نوع من الركود في سوق الاسهم. واضافت ان عقد جلسة التداول يوميا من الساعة الحادية عشرة الي الساعة الثانية عشرة واجراءها وفقا لنظام المزايدة المشابه لنظام الجلسة الاستكشافية واغلاق جلسة ادخال العروض والطلبات في اي وقت اخر عشر دقائق من انتهاء مدة الجلسة كلها شروط كفيلة بتحقيق قدر من العدالة والحد من التلاعب عن طريق وضع عروض وطلبات وهمية. من جانبه، اكد عادل عبدالفتاح رئيس مجلس ادارة شركة ثمار لتداول الاوراق المالية انه يجب ان يتم النظر لبورصة النيل بنظرة اكثر تفاؤلا، مشيرا الي ان البداية في حد ذاتها تعد انجازا بكل المقاييس نظرا للدور المحوري لبورصة النيل في دعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة مؤكدا في الوقت ذاته انه قبل الكلام عن الآليات الخاصة بالتداول وهل ستمنع التلاعب ام لا فإن الاهم هو وجود هذه البورصة وصنع بيئة يكون لها عمق ووجود مستثمرين وبالتالي فإنه من غير الوارد وجود اي تلاعبات في هذه البورصة خلال الأشهر الاربعة الاولي لها. واكد ان بورصة النيل سوف تغذي اقتصاد البورصة وبالتالي فلا يوجد ما يبرر المخاوف المتعلقة بتوقيت تفعيلها لاننا في نهاية الامر تحملنا صدمات الازمة المالية العالمية وبالتالي فلا يوجد مجال للتحدث عن الظروف لاننا نتكلم هنا عن كيان اقتصادي ولا نتكلم عن شركة او شركتين.