كيف ننهض بالتصنيع الزراعي لتزيد نسبته من 8% حاليا إلي 40% من إجمالي الإنتاج الزراعي؟ وهل هناك إمكانية للتوسع في إقامة المجمعات الزراعية الصناعية المتكاملة بالمجمعات الجديدة خاصة بعد دخول اتفاق تحرير تجارة السلع الزراعية المصنعة مع أوروبا حيز التنفيذ في يونيو الحالي؟ "الأسبوعي" طرح السؤالين علي الخبراء والمهتمين بالتصنيع الزراعي فأكدوا علي أهمية وضع خطة متكاملة للنهوض بالتصنيع الزراعي في المناطق الجديدة ولتحقيق أقصي استفادة ممكنة من اتفاق الاتحاد الأوروبي، وعلي ضرورة ايجاد مناخ مساند ومشجع علي الاستثمار في مجال التصنيع الزراعي ووضع حزمة من الحوافز لجذب الاستثمار العربي والأجنبي ولجذب البنوك التي نتوسع في تمويل مشروعات التصنيع الزراعي بجانب حل المشكلات التي تواجه النهوض بصادراتنا مع الاتحاد الأوروبي واستمرار المساندة التصديرية. أشار محمد مصطفي مدير قطاع بنجر السكر بشركة فاين العالمية إلي أهمية وضع خطة متكاملة للنهوض بالتصنيع الزراعي وزيادة نسبته من 8% حاليا إلي 40% في سنوات قليلة لافتا إلي ضرورة إزالة جميع الصعوبات والتحديات التي تحول دون التوسع في التصنيع الزراعي في جميع محافظات مصر.. والتوسع أيضا في إقامة مجمعات زراعية صناعية متكاملة بالمجتمعات الجديدة في سيناء وتوشكي وشرق العوينات. مناخ مساند ودعا مصطفي إلي ايجاد مناخ مساند ومشجع علي الاستثمار في مجال التصنيع الزراعي في شمال سيناء للحفاظ علي معدلات نمو مرتفعة خاصة بعد دخول اتفاقية تحرير تجارة المنتجات الزراعية المصنعة مع الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ. أشار إلي ضرورة الاتفاق علي رؤية واضحة من أجل مواجهة التحديات التي تواجه عملية التوسع في التصنيع الزراعي والتي تواجه أيضا صناعة السكر والصناعات الغذائية بشكل خاص التي تستخدم المنتجات الزراعية المحلية. ولفت إلي أن أبرز التحديات التي تواجه مصانع السكر علي سبيل المثال هو عدم توافر المادة الخام للصناعة، حيث لا يكفي إنتاج المساحات المزروعة بالقصب والبنجر لتغطية احتياجات المصانع مما يؤدي إلي عدم وصول إنتاجية المصانع إلي الطاقة القصوي وهذا يتطلب أن نتوسع بشكل خاص في زراعة البنجر في الوجه البحري لحاجته لمناخ معتدل من ناحية ولأنه يستهلك مياها أقل من قصب السكر من ناحية أخري. مؤكدا أن محصولي القصب والبنحر يتميزان بقيمة اقتصادية عالية ويجب الاهتمام بهما من أجل تحقيق اكتفاء ذاتي من السكر. التصنيع الزراعي ومن جهته يؤكد د. محمود عبدالحي مدير معهد التخطيط القومي السابق وأستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية علي التوسع في التصنيع الزراعي، وفي الصناعات الغذائية التي تستخدم المنتجات الزراعية المحلية لتحقيق أقصي استفادة ممكنة من تحرير تجارة السلع الزراعية مع أوروبا الذي سيترتب عليه تحرير كامل للمنتجات الزراعية المصنعة، واعفاء كامل من الجمارك ونظام الحصص ومواسم التصدير لغالبية السلع الزراعية المصنعة والمصدرة للاتحاد الأوروبي. وألمح إلي أنه من المعروف أن اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية السابق كان يفرض حصصا ومواعيد للتصدير علي معظم الحاصلات الزراعية التي يتم تصديرها إلي الاتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي تم إلغاؤه مع بدء تنفيذ الاتفاق الجديد في يونيو الحالي والذي يمكن أن يسهم في تنشيط قطاع التصنيع الزراعي ويفتح آفاقا وفرصا كبيرة لزيادة صادراتنا من السلع الزراعية المصنعة لدول الاتحاد الأوروبي التي تستحوذ علي أكثر من 40% من الصادرات الزراعية المصرية.