طرحت مجلة "فورن بوليسي" ما وصفته بأنه سيناريو لتولي جمال مبارك الحكم في مصر وقالت إن جمال وثق علاقته بعناصر الحكم المؤثرة في مصر وعلي رأسها المؤسسات السيادية بالإضافة الي علاقاته القوية بعدد من كبار رجال الأعمال في مصر. وأكدت الصحيفة في مقال للصحفي الامريكي إيان برومبر إن مصر تستعد فعليا لمرحلة ما بعد الرئيس مبارك، حيث يستعد جمال مبارك نجل الرئيس ليصبح رئيس مصر القادم بمساعدة والده وقيادة مؤسسات الحكم. ويري برومبر ان جمال مبارك يحاول منذ عامين ومنذ تعديل الدستور المصري عام 2005 طمأنة المؤسسات السيادية بأن خططه للإصلاح الاقتصادي لن تؤثر علي مصالح تلك القوي ونفوذها وذلك من أجل ضمان قبولها بسيناريو التوريث. غير ان الكاتب الامريكي يعود ويقول إن تطورات الشهور القليلة الماضية في مصر بددت الكثير من جهود جمال مبارك ورجاله لتأمين سيناريو التوريث، الأمر الذي يلقي بظلال كثيفة من الغموض علي مستقبل مصر. ولفت برومبر الي ان هناك تطورين أيدا فكرة حدوث تغيير في قيادة مصر يتمثل الأول في مرض الرئيس مبارك "82 عاما" وهو ما فتح الباب أمام امكانية حدوث تغيير في قيادة البلاد قبل استكمال مخطط التوريث. أما التطور الثاني فهو ظهور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية كلاعب سياسي مستقل علي الساحة المصرية. كل ذلك يضع جمال مبارك في موقف صعب علي حد تعبير المجلة، فصعود البرادعي أشاع جوا مفاده ان مبارك الأبن ليس أقوي الخيارات ولا أوحدها كما يري الكاتب الامريكي. وأشار الكاتب في مقاله الي انه من غير المحتمل ان تؤثر هذه الاحتجاجات التي تجتاح الشارع المصري علي النظام في مصر الا في حالة وجود رئيس ضعيف ومعارضة قوية وهو السيناريو المنتظر لمرحلة ما بعد مبارك حسبما ذكرت المجلة.