تشهد مدينة نيويورك في شهر مايو القادم عقد مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي وفي هذا المؤتمر سيتم استعراض موضوعات نزع السلاح النووي ومنع انتشار الأسلحة النووية وتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية والتعاون الدولي المعني وهي الأهداف الثلاثة التي طرحتها معاهدة منع الانتشار النووي، ومن الضروري أن ينفذها المجتمع الدولي بشكل متكامل وضروري خلال المؤتمر. ويشير تقرير اقتصادي لها إلي أنه في حين يتدهور وضع تغير المناخ ونقص الطاقة الحفرية في العالم، تحول المزيد من الدول اهتمامها بتطوير الطاقة النووية. ويتوقع العالم اقتراب العصر النووي غير أن العالم يواجه في الوقت الحالي تحديات جديدة ناجمة عن تطوير المواد النووية بينما يستفيد من فوائد الطاقة النووية والاسوأ من ذلك، يتزايد خطر الإرهاب والتطرف في العالم وتعتبر المواد النووية أحد الأهداف التي يلاحقها الإرهابيون. وتعد المواد النووية سلاحا ذا حدين. فمن جانب، يمكن تطوير المواد النووية إلي مصدر مناسب للطاقة التي تمثل في الوقت الحالي 16% من إجمالي الطاقة المولدة في العالم. وفي الوقت نفسه، يمكن استخدام التكنولوجيا النووية في مجالات مختلفة مثل الزراعة والمستحضرات الطبية وحماية البيئة والصناعة ومجالات أخري. ومن جانب آخر، يمكن أن تمثل المواد النووية أكبر خطورة علي العالم. وترتبط المنشآت النووية الآمنة بظروف معيشة المواطنين وصحتهم ويمكن أن يستخدم الإرهابيون المواد النووية والمواد المشعة لشن هجمات إرهابي. وفي السياق نفسه، اختتمت قمة الأمن النووي -التي تهدف للسيطرة علي المواد النووية في مختلف أنحاء العالم- أعمالها في واشنطن مؤخرا بإصدار بيان وخطة عمل تدعو إلي القيام بأعمال وإجراءات ملموسة حيث اجتمع زعماء 47 دولة من بينها الولاياتالمتحدة، إضافة إلي ممثلين عن الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية في واشنطن، علي مدي يومين من أجل بحث سبل منع وقوع المواد النووية في أيدي الإرهابيين. وأشارت وكالة أنباء (شينخوا) الصينية إلي أن الرئيس الصيني هو جين تاو الذي حضر القمة قال إن الصين "تعارض بشدة انتشار الأسلحة النووية وتدعم بقوة الجهود الرامية إلي تعزيز الأمن النووي وكذلك حق كل بلد في استخدام سلمي للطاقة النووية" وطرح الرئيس الصيني خمسة اقتراحات لتعزيز الأمن النووي العالمي. ويبدو أن محاولات الولاياتالمتحدة للتأثير علي الصين وروسيا اللتين تعارضان فرض عقوبات علي إيران قد أتت بنتائج مختلفة عن المعتاد خلال القمة حيث أعلنت الولاياتالمتحدة أنها حصلت علي موافقة الرئيس الصيني علي العمل لاستصدار قرار في الأممالمتحدة يشدد العقوبات الدولية علي أن إيران المتهمة بالسعي لاقتناء السلاح الذري، وقد شهدت القمة تقدما إيجابيا بعد أن أعلنت أوكرانيا أنها ستتخلص من اليورانيوم عالي التخصيب لديها خلال العامين القادمين. كما وقعت روسياوالولاياتالمتحدة اليوم اتفاقية حول تخفيض مخزون البلوتونيوم الذي يستخدم في صنع الأسلحة. وحقيقة أن زعماء ال47 دولة والكثير من المنظمات الدولية المهمة حضروا قمة الأمن النووي التي عقدت في العاصمة الأمريكيةواشنطن يومي 12 و 13 إبريل الحالي، تعكس بالكامل المخاوف التي تشغل المجتمع الدولي بشأن الأمن النووي. وأظهرت القمة، التي انتهت بتبني بيان وخطة عمل بشأن الأمن النووي في العالم، أن المجتمع الدولي توصل إلي توافق بشأن اتخاذ التصرفات اللازمة لمواجهة التحديات الحالية بشأن إمكانية انتشار المواد النووية. وبالرغم من أن قمة الأمن النووي ليست آلية اتخاذ قرار متعددة الأطراف، إلا أنها تعتبر منتدي دوليا رفيع المستوي نظرا لمشاركة الكثير من رؤساء الدول وزعماء بارزين من منظمات دولية مهمة من بينها الصين والولاياتالمتحدة والكثير من الدول الرئيسية. وبعد فترة طويلة من توقف محادثات نزع السلاح النووي، وقعت الولاياتالمتحدةوروسيا أمس بروتوكولا للتخلص من البلوتونيوم بهدف "إزالة الفائض من البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة من برامج الدفاع". وذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بيان أن "بروتوكول التخلص من البلوتونيوم يمثل خطوة رئيسية في عملية نزع السلاح النووي". غير أن كلاً من الولاياتالمتحدةوروسيا تمتلكان مخزونا كبيرا من الأسلحة النووي. ولكن يعد تخفيض الأسلحة النووية الذي تعهدا به في الاتفاقية بعيدا عن مطالب المجتمع الدولي للقضاء علي الأسلحة النووية ويتعين أن تبذل البلدان المزيد من الجهود لتخفيض الأسلحة النووية لضمان الأمن النووي في العالم.