بدأت شركات التخارج تنتعش مرة أخري وتتحرك بحماس لاصطياد كل ما يقع في طريقها من فرائس. وتقول مجلة "فورتشن" إن ديفيد روبنشتاين الشريك المؤسس لشركة التخارج كارلايل جروب ومديرها العام يجوب العالم الآن لجمع المال من المستثمرين والبحث عن صفقات جديدة واعدة أملاً في المحافظة علي ما توزعه كارلايل من عوائد مرتفعة ناهزت ال30% سنويا في المتوسط منذ تأسيسها عام 1987 وكانت الشركة قد واجهت ظروفا صعبة في عام 2008 أدت إلي إفلاس صندوق الاستثمار المتميز التابع لها "كارلايل كابيتال" ولكنها عادت الآن تشتري بنهم خاصة في الصين وغيرها من الأسواق الناشئة. ويقول روبنشتاين -60 عاما- إن ساعات عمله زادت وهذا أمر له مغزاه. فالرجل الذي كان ذات يوم مستشارا للرئيس الأمريكي جيمي كارتر كان معتاداً أن يكون أول من يصل مكتبه في الجناح الغربي للبيت الأبيض في الصباح وآخر من يغادره في المساء ولكن العمل في كارلايل يحتاج إلي جهد أكبر لأن الشركة لا تركز علي عدد محدود من الصفقات الكبيرة كما تفعل غيرها من الشركات وإنما تفضل عقد عدد كبير من الصفقات الصغيرة. وعلي أية حال فإن جهود روبنشتاين -ذلك الرجل النباتي الذي لا يتعاطي الخمور أبدا والذي يتحدث بنعومة وعناية قد عادت عليه بالفائدة حيث أصبحت ثروته أكثر من ملياري دولار. إن هدف روبنشتاين هو إصلاح صورة شركات التخارج من خلال العمل علي نجاح كارلايل جروب ولذلك فإنه يسافر 270 يوما في السنة لعقد الصفقات أو متابعة 231 شركة تابعة لمجموعته في مختلف أنحاء العالم. ويتفاوت حجم ما تمتلكه كارلايل جروب في هذه الشركات ما بين حصص كبيرة إلي حصص صغيرة وهذا يعطي قادة المجموعة نافذة مناسبة للنظر منها علي أوضاع الاقتصاد في أمريكا والعالم وبرغم أن التنبؤ بحسار الاقتصاد مسألة صعبة فإنها غالبا ما تتأسس علي ما هو قائم وإذا كان هناك من يري أن الاقتصاد الأمريكي سينمو هذا العام بمعدل يصل إلي 2-3% فلا ينبغي أن ننسي أن هذا الاقتصاد خارج لتوه من أزمة قلبية.. صحيح أن الأزمات القلبية لم تعد مميتة وأصبح ممكنا وضعها تحت السيطرة إلا أن أمريكا لا تزال تعاني من البطالة والعجز المرتفع في الموازنة التي تصل إلي 6.1 تريليون دولار سنويا. وذلك إلي جانب الدين العام البالغ 14 تريليون دولار بخلاف ما تحتاجه أمريكا للاتفاق علي برامج الرعاية الصحية. وهذا يتطلب في تقدير روبنشتاين أن يعمل الأمريكيون علي إصلاح هذه النواقص أولا قبل أن يكون في مقدورهم الحديث عن اقتصاد يفخرون به في بلادهم. ويقول الرجل إن كارلايل جروب تقوم بنصف استثماراتها داخل الولاياتالمتحدة والنصف الآخر في الخارج حيث توجد في الصين والهند والبرازيل فرص كبيرة بلا منافسين بالنسبة لشركة مثل كارلايل جروب. ومع ذلك فالولاياتالمتحدة -حيث يوجد المقر الرئيسي للمجموعة- لا تزال في رأي روبنشتاين هي الموطن الأفضل في العالم لحكم القانون والشفافية والفرص السانحة والحوكمة والقادة التنفيذيين العظام المؤهلين لإدارة الشركات ولذلك تواصل كارلايل جروب العمل في السوق الأمريكية برغم ضعف معدل النمو المرتقب هذا العام.