تنتج الجامعات والمعاهد الأمريكية الكبري 25% من إجمالي البحوث المنشرة وقدرها 758 ألف بحث، وتنفق ثلث موازنة العالم في البحث العلمي أي نحو 1،1 مليار دولار، بينما قفزت الصين في الترتيب العالمي بما يتناسب مع تقدمها علي أصعدة شتي، فقد صعد الباحثون الصينيون بحصة بلادهم من 1% في عام 1988 إلي 8% في عام 2007 بإجمالي 56 ألف دراسة علمية، وحلت اليابان في المركز الثالث، تليها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، بينما جاءت الهند في المركز العاشر. وفي إحصاء دقيق لحالة البحث العلمي في العالم في السنوات العشر الأخيرة، وضع تقرير مؤشر العلوم والهندسة لعام 2010 الذي تصدره لجنة العلوم الوطنية التابعة لمجلس العلوم الوطني الأمريكي- مصر في المرتبة الثامنة والثلاثين عالميا، والأولي عربيا من حيث الإنتاج العلمي، وبلغ عدد البحوث المنشورة لباحثين مصريين في الدوريات العالمية 1934 بحثا في عام 2007 مقابل 1388 بحثا في عام 1995 لتشكل المشاركة المصرية في بحوث العلوم الهندسة نسبة 2% من إنتإج المعرفة العلمية في العالم، ورغم ضآلة إنتاج دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن مصر تفوقت علي الدول الصاعدة في شرق أوروبا، وجنوب آسيا في الترتيب العالمي في الوقت الذي لم تظهر فيه دولة عربية أخري في قائمة الدول ال45 الأكثر تفوقا. وكشف تقرير صدر مؤخرا أن الباحثين الصينيين نشروا 20 ألف بحث في ،1998 وقفز هذا الرقم إلي 112 ألفا في 2008 لتتفوق الصين علي اليابان وبريطانيا وألمانيا من حيث الإنتاج السنوي وخلال نفس الفترة رفع الباحثون الأمريكيون انتاجهم من 265 ألفا إلي 340 ألفا من المنشور سنويا. وتتركز الأبحاث الصينية علي العلوم الفيزيائية والتكنولوجيا خصوصا علوم المواد والكيمياء والفيزياء، مما يعد مؤشرا علي استعداد الصين للهيمنة علي عدة مجالات صناعية، وأضاف أنه إذا ظل نمو الصين البحثي بهذه السرعة والحجم فستحاول المؤسسات الأوروبية والامريكية أن تنضم إليها في الأبحاث العلمية علي الأقل، ولاحظ التقرير الذي يجري علي 10500 دورية علمية أن الصين لديها أكثر من 1700 مؤسسة للتعليم العالي. وقبل 20 عاما فقط، وعشية تفكك الاتحاد السوفيتي، كانت روسيا قوة علمية كبري تشارك الولاياتالمتحدةالأمريكية المنافسة علي عرش البحوث العلمية، ويتم فيها أبحاث تزيد علي ما تشهده الصين، والهند، والبرازيل مجتمعة، غير أن الصين استطاعت أن تزيح الاتحاد السوفيتي سابقا لتحتل المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسوف تحتل المرتبة الأولي في البحوث العلمية عالميا 2020 وقد تخلفت روسيا منذ ذلك الحين، ليس عن النمو الصيني الذي يتفوق علي كل الأرقام العالمية، ولكنها تأتي كذلك خلف كل من الهند، والبرازيل. وذكرت (شينخوا) أن دراسة تحليلية أفادت بأن الصين ستنتج أبحاثا علمية أكثر من أي دولة أخري، خلال السنوات العشر المقبلة ،2020 وأن استثمار الدولة الضخم في المدارس والجامعات وبرامج الأبحاث كان محركا للنمو السريع الذي تشهده الدولة، بالإضافة إلي الاكتشافات العلمية التي سرعان ما صارت ممكنة تجاريا، كما أن العلماء الصينيين يتمتعون بقوة خاصة في هندسة الكيمياء وهندسة المواد اللتين تعتبران أساسيتين لمستقبل التنمية الاقتصادية والصناعية للصين حيث ارتفع عدد الأبحاث المراجعة التي نشرها الباحثون الصينيون 64 مرة خلال السنوات الثلاثين الماضية، مشيرة إلي أن الصين تحتل الآن المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة في الأبحاث العلمية المنشورة وسوف تحتل المرتبة الأولي بحلول عام 2020 إذا استمرت الاتجاهات الحالية بنفس المعدل. وتعد البحوث العلمية في الصين مصدرا للتنمية العلمية والاقتصادية ورائدا للتكنولوجيا والاختراعات الجديدة، وأن الاختراق في أي مجال من مجالات البحوث الأساسية يمكن أن يعجل ولادة صناعة أو يرتقي بنهوضها، لذلك فإن البحوث الأساسية لها مكانة استراتيجية مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالصين.