كشفت الاحتفالات الدولية باليوم العالمي للمياه التي تقام الشهر الحالي عن تفاقم ازمة المياه عالميا بصورة تنذر بالخطر الشديد خاصة في العديد من الدول النامية التي تعاني نقصا حقيقيا في كيفية مواجهة تلك الازمة، حيث اكدت تقارير الاممالمتحدة أن 87% من سكان العالم ، أو ما يقرب من 7.5 مليار شخص، يحصلون علي مياه صالحة للشرب ، وهو ما يعني وجود اكثر من 1.1 مليار شخص لا يحصلون علي مياه الشرب النقية ولكن من الحقائق التي تبعث علي القلق أن أكثر من 125 مليون طفل دون سن الخامسة حول العالم يعيشون في أسر لا تتوافر لديها مصادر سليمة لمياه الشرب علي الرغم من وجود 214 نهرا دوليا، منها 110 أنهار لها منابع كبيرة جدا، ويوجد 69 نهرا دوليا في قارة أمريكا و48 في قارة أوروبا، و57 في افريقيا، و40 في قارة آسيا. وذكرت وكالة أنباء"شينخوا" في تقرير لها أن رئيسة قسم المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في اليونيسيف كلاريسا بروكلهيرست قالت: "عندما يتعلق الأمر بالمياه لا مجال للتقاعس، فالحصول علي المياه النظيفة والصرف الصحي أساسيان لكل جانب من جوانب حياة الطفل، بدءًا من صحته إلي بقائه علي قيد الحياة وكرامته، كما أن الماء، وهو أحد الموارد الطبيعية المحدودة التي يمكن أن توحد أو تفرق بين المجتمعات ضروري لضمان حقوق الطفل". وأضافت أن 87% من سكان العالم، أو ما يقرب من 7.5 مليار شخص ، يحصلون علي مياه صالحة للشرب، ولكن من الحقائق التي تبعث علي القلق أن أكثر من 125 مليون طفل دون سن الخامسة حول العالم يعيشون في أسر لا تتوافر لديها مصادر سليمة لمياه الشرب. وأشارت إلي أن نسبة السكان الذين يفتقرون إلي الصرف الصحي تجاوزت هذا العدد، إذ يبلغ مجموعهم 5.2 مليار شخص علي نطاق العالم ، الأمر الذي يشكل تهديدا آخر لصحتهم ويؤثر علي نوعية المياه التي يحصلون عليها موضحة ان اليونيسيف الدعم لبرامج المياه والصرف الصحي والنظافة في أكثر من 90 دولة حول العالم ، مع التركيز علي التدخلات البسيطة معتدلة التكلفة التي يسهل الوصول إليها علي مستوي المجتمعات المحلية والأسر. وقالت المسئولة الدولية إن برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التابعة لليونيسيف تركزعلي الحلول المستدامة طويلة الأجل، وذلك من خلال الاستعانة بتكنولوجيات زهيدة التكلفة كتجميع مياه الأمطار، والمراحيض التي تراعي فيها شروط النظافة الصحية، وتشجيع بعض الممارسات البسيطة علي مستوي الأسر ومنها غسل الأيدي بالصابون ومعالجة مياه الشرب، مشيرة إلي أن اليونيسيف تدرك بشكل متزايد أهمية الآثار التي يحدثها تغير المناخ علي المياه والصرف الصحي والنظافة، ولن يتسني توفير الحماية لأشد أطفال العالم تعرضا للخطر ما لم تتخذ تدابير محددة لحمايتهم من عواقب تغير المناخ. ومن جانبه، أكد تقريرلمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أنه خلال السنوات الأربعين الأخيرة تصاعد الطلب علي المياه في أعقاب تزايد السكان علي مستوي العالم وخاصة في دول العالم المتطور، فإن الخمسينيات من القرن الماضي كان عدد سكان العالم 2.5 مليار شخص، وتضاعف هذا العدد في عام 1990 وأصبح 5.3 مليار، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم في سنة 2025 إلي 8 مليارات، أي بزيادة سنوية تصل إلي 90 مليونا، مشيرا إلي أن النقص في المياه ليس مرتبطا فقط بالتلوث البيئي أو الظواهر الطبيعية وزيادة عدد السكان، وبل في الاستخدام المتخلف في معظم دول العالم بطرق فاسدة، كما أن استخدامها متأثرا باعتبارات سياسية وطبيعية تمنع استغلال المياه بصورة مثالية. ونوه التقرير إلي الانهيار الدولية، وهي التي تتدفق عبر حدود دولتين أو أكثر أو توجد منابعها في حدود دولة أخري أو أكثر، مشيرا إلي أنه -حسب معطيات لجنة الأممالمتحدة للمصادر الطبيعية والأنهار الدولية- يوجد في العالم حوالي 214 نهرا دوليا، منها 110 أنهار لها منابع كبيرة جدا، وأنه يوجد 69 نهرا دوليا في قارة أمريكا و48 في قارة أوروبا، و57 في افريقيا، و40 في قارة آسيا، حيث يعتبر نهر النيل من أطول الأنهار في العالم إذ يمتد علي طول 6695 كلم، وينبع من بحيرة فيكتوريا وتشترك فيه عشر دول هي: إثيوبيا وزائير وكينيا وإريتيريا وتنزانيا ورواندا وبروندي وأوغندا والسودان ومصر. وإذا كان السودان يشكل مجري النيل فإن مصر تمثل مجراه ومصبه بينما الدول الأخري تمثل منبعه وحوضه، وتعتبر مصر أكثر الدول احتياجا إلي نهر النيل لموقعها الصحراوي وندرة الأمطار فيها، وهذا ما دفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لبناء السد العالي لتوليد الطاقة وتطوير البنية الاقتصادية وتوفير مياه الشرب.