عندما كانت ابنتي حنان طفلة وكنت أكلفها بشيء ما، كانت تسرع إلي حد اللهوجة، فتفشل في المهمة، وعندما كانت تدخل الامتحان كانت تقرأ الأسئلة بنظرة سريعة أقرب للهوجة منها للتأني وكانت تشعر بالندم لأنها لم تقرأ بتأن الأسئلة. وكبرت ابنتي وفهمت خطورة اللهوجة، ثم بدأت تعلم ابنها كيف يتأني في الحياة. لكن اللهوجة صارت منهج حياة في زماننا، واحكي لكم مثلا عشته بنفسي كان الناس في منطقة ما بحاجج شديدة لكوبري بعد عديد من الاختناقات وذهب الرئيس ليشهد مجريات الأمور في بناء الكوبري اتذكر أن الرئيس سأل وزير الاسكان وقتئذ: يخلص في شهرين؟! وأراد وزير الاسكان أن يبرهن علي ديناميكية العمل فقال: أقل من شهرين يا أفندم، وكثف وزير الاسكان العمل في الكوبري وافتتحه الرئيس بعد شهرين إلا أيام، ما الذي جري؟ حدث تشقق في الكوبري استدعي اعادة الرصف والتجهيز واستغرق شهورا طويلة، كان من الممكن ان يقول وزير الاسكان: علشان الشغل يطلع صح يلزم خمسة شهور يا افندم، لكنها اللهوجة أمام الرئيس. مثلا، فجأة، طلع "جراج رمسيس" 7 طوابق كحل عبقري لحل أزمة المرور في وسط البلد، ثم ظهرت آراء تقول أن موقعه خطأ ويخفي تمثال رمسيس. قبل نقله.. ويخفي صورة محطة مصر وتم هدم المبني بين الحسرة والندم وهدر الملايين القرار الأول، تم بطريق اللهوجة دون دراسة متأنية والقرار الثاني تم بنفس اللهوجة. اللهوجة هي الفهلوة ولا يوجد في العالم بلد يتقدم بالفهلوة، ربما كانت الفهلوة مظهرا سلوكيا للرغبة في الحصول علي الرزق كما يرصدها د.حامد عمار عندما يتكلم عن أساليب الطبقة الشعبية في الرزق، ولكن الفهلوة أي اللهوجة تعني عدم الدراسة وعدم توقع المخاطر، وخذوا مثلا حيا يدل علي كارثة اللهوجة في يوم من الأيام حدث زلزال 92 وخرج ناس في بيوتهم ولم يجدوا غير جبل المقطم يحتمون به فبنوا هناك وأدخلت الحكومة - بلهوجة وبقرار غير مدروس وبهدف تستيف الأوراق، الكهرباء وبالطبع ظهر مجتمع جديد عشوائي وقد تسربت المياه عبر شقوق الصخور فكانت كارثة الدويقة. نحن لا نسأل العلماء في قراراتنا ولا نعرف صورة الغد الذي ينتظرنا، اللهوجة هي التخلص من المشكلة أو عشوائية القرار أو الرد غير الدقيق الذي يرضي صاحب القرار. ذات مرة سألت الرئيس مبارك: لماذا قرارك بطيء؟ قال مبارك: لأنني أدرسه من كل الجوانب والسرعة تكلف أخطاء باهظة. قلت له: هل تنفعل أحيانا؟ قال: انفعل زي كل الناس ولكني اكتم انفعالي لأني في موقع مسئولية. موقف الرئيس من اللهوجة، درس للعشوائيين في الدولة!