تشهد البنوك العامة حالة من الغليان الداخلي بين الحرس القديم والجديد من الموظفين علي ضوء إعادة الهيكلة التي تشهدها البنوك العاملة وفي مقدمتها البنك الأهلي المصري الذي بات يستعين بقيادات مصرفية شابة في ظاهرة تعد الأولي من نوعها في تاريخ البنك الأهلي، فأصبحت شبابيك الفروع داخل البنك الأهلي تمتليء بوجوه مصرفية شابة مقارنة بالفترات الماضية، وعلمت "الأسبوعي" أن حالة من الغليان تنتاب الموظفين الكبار من هذه الخطوات الجديدة فقال أحدهم ل"الأسبوعي" إن الوضع الآن بات لا يطاق وتساءل: كيف يحصل صغار المصرفيين علي رواتب كبيرة وضخمة في الوقت الذي لا تراعي فيه الخبرة التي اكتسبها الجيل القديم علي مدار سنوات طويلة؟ ويفسر المراقبون هذه المنافسة بأنها لصالح الشباب لأنهم متفوقون من جانب التكنولوجيا الحديثة واللغة الانجليزية. غير أن المراقبين يؤكدون أن الحاجة للخبرات السابقة مازالت مطلوبة ولا يمكن الاستغناء عنهم، غير أن التطور والتحديث في العمل المصري أصبح مسألة حياة أو موت لأي بنك. أثار ما تردد حول قرب تطبيق قرار وقف إصدار الجنيه الورق امتعاض شريحة كبيرة في الشارع المصري الذي مازال لم يتقبل إصدار الجنيه المعدن لأنه مازال ثقافة جديدة علي الشارع، ويوميا تحدث اشتباكات بين المواطنين وسائقي التاكسي والميكروباص عند سداد الأجرة بالجنيه المعدن ويصبح الأمر أكثر غرابة في محال السوبر ماركت التي لا تقبل الجنيه المعدن عند سداد قيمة البضاعة في الوقت الذي تمنحه المحال للزبائن كباق عند سداد الحساب! ومن جانبه، عبر محمد حسان موظف بالشركة الشرقية للدخان عن ضيقه استخدام الجنيه المعدن الذي يكون عرضة للضياع والسقوط بسهولة والمعاناة اليومية التي يتعرض لها لدي رفض شريحة كبيرة من الشارع التعامل به. وقالت أمنية الجمال موظفة بالمصرية للاتصالات إن الجنيه المعدن يفتقد أي مزايا فهو عرضة للسقوط من الحقيبة أو الجيب كما أنه مازال غير مقبول في العادات الحياتية اليومية. لازالت حرب الأجور المرتفعة في البنوك تلقي بظلالها علي أغلبية أحاديث المصرفيين والقفزات الكبيرة التي تشهدها رواتب الموظفين في حالة تلقيهم لعروض من بنوك أخري.. فلك أن تتخيل أن يعرض بنك علي موظف في أحد البنوك ثلاثة اضعاف راتبه حتي يقبل الانتقال إلي البنك الآخر في عودة للظاهرة التي كانت قد هدأت قبل سنوات وسط اشتعال حرب الأجور والمرتبات وتؤرق حرب الأجور صغار المصرفيين بل كبارهم أيضا في صورة جعلت البعض يطالب البنك المركزي بالتدخل لوضع أطر واضحة وصريحة لضبط السوق ومن جانبه قال عثمان الرتيبي موظف بأحد فروع البنوك العامة: "تم وضعنا علي الرف رغم خبراتنا الكبيرة علي مدار سنوات طويلة وأصبحت المزايا تذهب للصغار من الأجيال الجديدة". مازالت العملات المزيفة تلقي بظلالها علي البنوك، حيث تمكن أحد موظفي التللر بالبنك التجاري الدولي من اكتشاف عملة مزورة فئة ال 100 جنيه مع أحد العملاء، وقام مدير الفرع باتخاذ التدبير والإجراء اللازم وقد تم اكتشاف العملة بواسطة الموظف بفضل تدريبه المحترف من قبل البنك علي كيفية اكتشاف العملة المزورة والتعامل معها. * علي الرغم من التقدم المصرفي الذي شهدته البنوك العامة فإن سوء النظام مازال القاسم المشترك بين الفروع في البنوك العامة ويكفي أن العملاء في عدد من فروع البنوك غير المميكنة لا ينتظرون دورهم وفقا للترتيب ولكن وفقا لما يدفعونه لفرد الأمن الذي يقوم بتجاوز الطابور وتقديم دور مبكر للعميل حتي لا ينتظر.