تعتبر مشكلة المخدرات من المشكلات الكبري التي تجتاح العالم بصفة عامة اذ تشير الاحصاءات إلي أن أكثر من 200 مليون من سكان العالم يتعاطون المخدرات وذلك من مختلف الاعمار وتزايد هذه المشكلة وانتشارها يؤرق المجتمع المصري. إلتقت "الاسبوعي" باللواء مصطفي عامر مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بعد صدور التقرير السنوي السادس الذي تصدره وزارة الداخلية عن المخدرات في مصر وأساليب وطرق المكافحة لحماية المجتمع من أخطار هذه المشكلة، حيث أكد مدير المكافحة أن مصر مستهدفة بالمخدرات والعصابات الدولية بحكم موقعها الجغرافي لاستخدامها في عبور المخدرات كما كشف عن ظاهرة خطيرة وهي الحماية التي يتمتع بها تجار المخدرات في العشوائيات وتزايد العنف في هذه المناطق. * مصر من الدول المستهدفة من جانب عصابات تهريب المخدرات الدولية لماذا؟ ** موقع مصر الاستراتيجي جعلها ملتقي وممرا بين دول الانتاج ودول الاستهلاك إلي جانب أنها من الدول المستهلكة للمخدرات خاصة مخدر الحشيش، نظر لوجود ثقافات قديمة غير صحيحة بشأن تعاطي مخدر الحشيش، فضلا عن تزايد قدرات عصابات المخدرات بصورة تطلبت تزايد وتعاظم جهود المكافحة وهذا ما سعت وتسعي اليه الإدارة في تصديها لهذه المشكلة العالمية حيث تزايد الانتاج من مخدر الحشيش في العديد من الدول، وقد أدي ذلك إلي تغيير استراتيجية الإدارة في المكافحة الفاعلة وذلك من خلال محوري مكافحة المعروض من المخدرات وخفض الطلب عليها لتحقيق المواجهة الشاملة والحاسمة لهذه المشكلة التي باتت تؤرق المجتمع الدولي ككل. تأمين الحدود * ولماذا هناك إقبال علي مخدر الحشيش؟ ** لأن هناك تزايدا في انتاجه خاصة من خطط التهريب الغربي عبر المغرب الذي أعددنا له خطة لإغلاقه تماما بعد تأمين الحدود الشرقية التي كانت مصدر التهريب لحشيش اللبناني، رغم أن مصر لا توجد بها صناعة مخدر الحشيش حيث يأتي مصنعا جاهزا من الخارج وفي نفس الوقت فإن هناك حملات مكثفة تقوم بها الإدارة علي زراعة نيات القنب في سيناء ولعل تزايد الوفرة العالمية "للسلائف والكيماويات" كمواد خام تستخدم في صنع المواد المخدرة وعبور تلك المواد وتسريبها إلي مناطق عديدة حول العالم ومنها مصر أدت إلي زيادة المعروض من هذا المخدر وبالتالي انتهاج سياسات جديدة وأساليب أكثر تطورا للمواجهة، مع تطوير آليات التعاون الدولي استشعار منا بالمخاطر التي يمكن أن تحقق من وراء ذلك، وكانت النتيجة لهذه المواجهة ضبط ما يزيد علي 11 طنا من مخدر الحشيش خلال العام الماضي. * رغم جهود المكافحة والمواجهة التي تبذلها الإدارة مازالت مشكلة العقاقير والمستحضرات الصيدلية تتزايد خطورتها؟ ** بالتأكيد ان الاقراض المؤثرة علي الحالة النفسية والعصبية والاستخدام السييء للادوية مازال هو الآخر يمثل مشكلة سواء علي مستوي المجتمع الدولي أو في المجتمع المصري نظرا لأسباب واعتبارات متعددة منها سهولة الحصول علي هذه المواد، وكذلك ضعف العقوبة المقررة علي اساءة استخدام وبيع تلك الانواع من الاقراص، وخلال حملات المواجهة لهذه العقاقير تم خلال العام الماضي فقط ضبط خمس قضايا كبري بلغت جملة الاقراض المضبوطة والمؤثرة علي الحالة النفسية والعصبية 7.67 مليون قرض قبل ترويجها. أعباء كبيرة * لكن هذه القضية تزيد خطورتها بين طلبة المدارس والجامعات، فماذا تم لمنع دخول هذه الاقراص في تلك الأماكن؟ ** كما نعلم أن مصر مستهدفة بحكم موقعها الجغرافي لاستخدامها في عبور المخدرات، كما أنها من الدول المستهلكة لانواع عديدة من المخدرات التي تهرب اليها من الخارج مما أثر سلبا علي المجتمع اقتصاديا واجتماعيا لأن تكلفة شراء المخدرات وما ينفق عليها في المكافحة يرهق بلا أدني شك اقتصاد أيه دولة، وعملية باعباء زائدة ويؤثر بالتالي مباشرا في الكيان الاجتماعي وللإدارة في تعاملها مع ظاهرة التعاطي في الوسط الطلابي ولاسيما شباب الجامعات نهج لا يخرج عن الإطار العام حيث سعت جاهدة إلي ضبط كل من يقوم بالترويج للمواد المخدرة داخل جدران الحرم الجامعي أو علي مقربة منه وضبطت العديد من القضايا وقدمت مرتكبيها للمحاكمة وذلك في سبيل تحقيق خفض المعروض من هذه المواد المخدرة. المحور الثاني والمتمثل في خفض الطلب علي المخدرات فقد نفذت الإدارة العديد من البروتوكولات مع الجامعات المصرية لإجراء زيارات لمتحف الإدارة من قبل الطلبة لمشاهدة أنواع المخدرات علي الطبيعة والتعرف علي اضرارها وشرح آثارها السلبية بخلاف الندوات التي تعقدها الإدارة مع الجامعات والمدارس من اجل التوعية باضرار المخدرات والسعي لتقليل عدد طالبيها. بخلاف دورنا في تأهيل وعلاج المدمنين الذي أصبح لا يقل أهمية عن دورنا الرئيس في ضبط قضايا المخدرات وتقديم المتاجرين بهذه السموم للمحاكمة وذلك تماشيا مع سياسة السير علي المحاور الثلاثة للمواجهة فتحقق بذلك المواجهة الشاملة.