لابأس أن تستمر الاحتفالات بفوز المنتخب المصري لكرة القدم ببطولة افريقيا أربعين يوما طالما أنه أسعد الملايين كل هذه السعادة الغامرة التي لم أري لها مثيلا منذ وقت طويل علي وجوه 80 مليون مصري.. احتفلوا بانجاز يرقي الي مستوي الإعجاز الكروي غير المسبوق . منتخبنا الوطني احتفظ بكأس الأمم الإفريقية بطولته المفضلة ، للمرة الثالثة علي التوالي وللمرة السابعة في تاريخه.. هزم منتخب غانا العنيد وصنع تاريخا كبيرا ورفيعا لكل نجومه.. المعلم حسن شحاتة حصل علي أحسن مدرب وأصبح أول مدرب في التاريخ يفوز بكأس قارية للأمم ثلاث مرات متتالية ، وحصل أحمد حسن علي لقب أحسن لاعب في البطولة محطما الرقم المصري للمباريات الدولية برصيد 172 مباراة دولية.. وحصل الحضري علي كأس أحسن حارس مرمي.. وحصل محمد ناجي "جدو" المفاجأة الكبري علي لقبين هداف البطولة برصيد خمسة أهداف وكأس أحسن لاعب بديل وهو أول لاعب بديل في التاريخ يفوز بلقب الهداف في بطولة قارية.. كما حصل لاعبه أحمد فتحي علي جائزة اللعب النظيف ، فضلا عن فوز المنتخب بكل مبارياته في البطولة الحالية دون أن يتعادل أو ينهزم حيث فاز في جميع مبارياته في البطولة ، وسجل 15 هدفا ولم يدخل مرماه سوي هدفين فقط. الفرحة العارمة التلقائية التي عمت الشعب المصري دليل قوي علي أن الثقافة القومية لا تزال تفعل مفعول السحر في تجميع الجماهير حول هدف معين ولو كان الفوز في مباراة كرة قدم تحت اسم مصر ، الثقافة القومية لا تزال مسيطرة علي الناس بقوة فهم يتوقون الي تحديد هدف قومي واضح يشعرون بجدواه ويسيرون في اتجاهه بعزم وتصميم ، انها حقا رسالة الي السياسيين الذين يسيرون في دوائر مغلقة ثم يشتكون من غياب الجماهير . الانتصار أو الفوز أصبح مطلبا شعبيا يستحق الاحتفال به من القاعدة الي القمة وتكريم الفائزين انما هو ترسيخ للفكرة واحتفاء بها . المطلب الشعبي هو تحقيق الانتصار علي عدو حقيقي يهدد نمط الحياة في بلادنا ، نمط التآلف والتكافل الاجتماعي والأمن والاستقرار ورفض الظلم الاجتماعي الذي يسببه الانسياق وراء آليات السوق الاقتصادية دون اعداد مناسب للشعب . أحاول تفسير الظاهرة التي تابعتها عن قرب في حركة الجماهير العفوية والتلقائية بعد الفوز فلا أجد تفسيرا لها سوي أنها تعبير عن الاحتفال بحدث له طبيعة قومية ، أي أنه لا يرتبط بفرد أو فئة أو جماعة معينة وانا يرتبط بالوطن جملة واحدة . . اللهم اجعله خيرا ، والي الغد .