في لقائه مع لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشعب في الأسبوع الماضي ، أكد أنس الفقي وزير الإعلام أن الأثير الإعلامي شهد تغييرات هيكلية في السنوات الأخيرة وأننا لابد أن ننطلق من حقيقة أن هناك واقعا إعلاميا جديدا ومختلفا عما عشناه في السنوات السابقة ومن ملامح هذا الواقع الجديد ظهور الإعلام الخاص إلي جانب الإعلام الرسمي ، وأكد علي ضرورة توزيع الأدوار بينهما ، حيث أننا نتجه بسرعة نحو زيادة مساحة الإعلام الخاص علي حساب الإعلام الرسمي وأن النصيب الأكبر من الخدمة الإعلامية سوف يكون للاعلام الخاص في السنوات المقبلة. أضاف الوزير اننا نحتاج لأدوات لتقييم الأداء الإعلامي وأن هذه الحلقة في الدائرة الإعلامية ناقصة ولابد وأن تظهر مؤسسات مجتمع مدني تقوم بهذا الدور المهم في مراجعة أداء الإعلام الرسمي والخاص معا ، ودعا الإعلاميين إلي تحكيم ضميرهم المهني فيما يطرحونه من قضايا وممارسات إعلامية لأن الضمير المهني والمسئولية الإجتماعية تفوق أحيانا في رقابتها علي رقابة القانون . أكد الفقي أنه ضد وجود رقابة علي الإعلام في مصر ، وقال انه يحتكم إلي ضمير الإعلاميين المصريين فقط وأنه مع رقابة المجتمع ، ودعا الي ظهور مؤسسات مجتمع مدني مهمتها الرصد والتقييم والمراجعة تعمل كضمير مهني مجتمعي . هنا نحن نرصد تحركا ايجابيا نحو ايجاد مخرج من حالة الفوضي الضارة بالمجتمع والمؤذية لأهدافه القومية بزعم ممارسة الحرية دون ضوابط مانعة من استغلال المبدأ النبيل في الحاق الأذي والضرر بالمجتمع . لا نتصور أن يقف المجتمع مكتوف الأيدي أمام حملات منظمة يقوم بها البعض تحت ستار الدعوة للتحريض علي المواطنين مختلفي الديانة ووصف معتقداتهم بأوصاف لا تليق ، مثل هذه الحملات تدفع ضعاف العقول أو أصحاب الهوي والغرض الي اضطهاد الآخر واعتباره مواطنا من درجة أدني . لا نتصور أن تخضع اعتبارات أمن وسلامة الحياة الاجتماعية في البلاد لنزوات أشخاص يروجون لعادات اجتماعية مستوردة ويلونونها بلون ديني حتي يسهل الترويج لها ، ثم يقف المجتمع عاجزا عن دفع الضرر بزعم الحرص علي الحرية الشخصية التي تبيح للفرد خارج منزله أن يري المجتمع بينما لا يراه المجتمع . نحن لسنا ضد الحرية ، ولا ندعو الي فرض رقابة أو تقييد الأداء الاعلامي بأي حال ، ولكن ليس معقولا أن يتجه البعض منا الي حقن المجتمع بالكراهية علنا في وسائل الاعلام المتنوعة بما في ذلك بعض المنابر ، ونقف نتفرج ولا نستطيع شيئا حتي لا نخدش حياء الحرية التي تتخلي عن حيائها طواعية حين تصبح مطية لبعض الموتورين أو المرضي النفسيين أو الانتهازيين يستخدمونها لأطماعهم أو لتحقيق ذواتهم المريضة.