أكد أنس الفقي وزير الإعلام أن الأثير الإعلامي شهد تغييرات هيكلية في السنوات الأخيرة وأننا لابد أن ننطلق من حقيقة أن هناك واقعا إعلاميا جديدا ومختلف عما عشناه في السنوات السابقة ومن ملامح هذا الواقع الجديد ظهور الإعلام الخاص إلي جانب الإعلام الرسمي. وأكد علي ضرورة توزيع الأدوار بينهما, وأكد كذلك علي أننا نتجه بسرعة نحو زيادة مساحة الإعلام الخاص علي حساب الإعلام الرسمي وأن النصيب الأكبر من الخدمة الإعلامية سوف يكون للإعلام الخاص في السنوات القادمة. جاء ذلك في لقائه صباح امس مع لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشعب برئاسة اللواء أحمد أبو طالب. وأكد الفقي أنه من المهم أن يتحول اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلي كيان إعلامي مسئول عن تقديم الخدمة الإعلامية للمواطن وليس تنظيمها وأن يظهر كيان قانوني جديد يصبح مسئولا عن تنظيم البث وهذا هو جوهر قانون تنظيم البث ودعا الفقي إلي حوار مجتمعي حول مشروع القانون قبل أن يتم عرض القانون علي مجلس الشعب وأن الهدف من القانون هو تنظيم صناعة الإعلام وليس وضع قيودعلي هذه الصناعة. دعا الفقي الإعلاميين إلي تحكيم ضميرهم المهني فيما يطرحونه من قضايا وممارسات إعلامية لأن الضمير المهني والمسئولية الاجتماعية تفوق أحيانا في رقابتها علي رقابة القانون. وأكد الفقي علي وجود عجز في موازنة الإعلام المصري وأضاف أن مقابل أداء الخدمة الإعلامية والذي تقدمه الدولة وهو حوالي500 مليون جنيه لا يكفي في صناعة الإعلام الدولي نصف تكلفة قناة واحدة وأن سوق الإعلانات المصري يبلغ إجماليه1.1 مليار جنيه يستحوذ اتحاد الإذاعة والتليفزيون علي45% فقط وتستحوذ القنوات التليفزيونية الخاصة علي بقية النسبة وهي نسبة متوازنة وأكد الفقي علي أن استراتيجيتنا الإعلامية تتركز في وجود قناة تليفزيونية رئيسية خدمية عامة هي القناة الأولي وقناة ثانية ذات طابع ثقافي وفني وترفيهي وقناة فضائية تتواصل مع المواطن المصري خارج الحدود ونعمل علي إعادة إطلاق قناتنا الإخبارية في نهاية العام لتقدم خدمة إخبارية متميزة, وأضاف الفقي أن لدينا كوادر إعلامية شابة في ماسبيرو نفخر ونفرح بها وعلي أكتافها يقوم الإعلام الرسمي والخاص معا. أكد الفقي أن المواطن المصري اليوم يتبني في المشاهدة قنواته الرسمية والخاصة ولم يعد يدير المؤشر لقنوات أخري و أكد الفقي أنه ضد وجود رقابة علي الإعلام في مصر, وقال أحتكم إلي ضمير الإعلاميين المصريين فقط وأنا مع رقابة المجتمع, وأدعو لظهور مؤسسات مجتمع مدني مهمتها الرصد والتقييم والمراجعة تعمل كضمير مهني مجتمعي. وأكد الفقي أن الإعلام المصري خاض تجربتين في الأداء الإعلامي في الفعاليات السياسية أثناء العملية الانتخابية لانتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة السابقة وأن الإعلام جاهز للتعامل مع الانتخابات القادمة بحيادية تامة وبمهنية, حيث يعبر عن إعلام مجتمع كامل بكافة أحزابه وألوانه السياسية.و نسعي لوضع معايير مجتمعية واضحة للأداء الإعلامي في الفعاليات السياسية وسوف تشكل لجنة خبراء لوضع الضوابط والمعايير لضمان حيادية الإعلام الخاص أسوة بالرسمي في الانتخابات القادمة ونرحب بمؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الأهلية للاشتراك معنا في وضع هذه الضوابط. أكد أن فلسفة فصل القنوات الإقليمية عن قنوات التليفزيون هي من أجل تمكين هذه القنوات من أداء دورها كاملا ويجري الآن تحديث كامل لبنيتها الأساسية واستوديوهاتها وستنطلق قريبا في شكل ومحتوي جديد يعبر عن الإقليم وينافس القنوات العامة بل والفضائية أيضا بمسمي قنوات المحروسة. حصلنا علي حقوق بث مباريات كأس العالم ودعمنا مباريات الدوري المصري ب30 مليون جنيه لإرساء حق المشاهد المصري في مشاهدة أحداثه الرياضية ولكن ومع اعترافنا بأن المنتج الإعلامي الرياضي لم يعد منتج مجاني في العالم كله إلا أن المغالاة في التسويق أيضا مرفوضة وليس من مصلحة أي كيان إعلامي أن يخسر السوق المصري, وتمنيت أن تتاح مشاهدة أرضية للمواطن البسيط في كل بيت مصري. أداءنا الإعلامي يحكمه حق المواطن في أن يعرف, أداءنا الإعلامي للمواطن البسيط وللمجتمع لا للحزب ولا للحكومةفهو إعلام ملك للشعب.