لأول مرة في مصر يتم تخصيص تاكسيات يقوم بقيادتها سيدات فقط وتعد مصر ثالث دولة عربية تطبق تلك الفكرة، حيث كانت للامارات السبق ومن بعدها لبنان، وعالميا كانت لندن هي الأولي. وقد اكدت دراسة بريطانية أن 6% من النساء السائقات يصبن بأمراض نفسية، علي الرغم من ان المرأة هي الاكثر التزاما بقواعد المرور وتحافظ علي هدوئها امام عجلة القيادة، فهل تنجح التجربة في شوارع القاهرة وسط الاختناقات المرورية وانفلات اعصاب جميع قائدي السيارات؟ يروي ايمن فتحي مدير التشغيل بشركة سيتي كاب تفاصيل التجربة عندما تقدم للعمل علي تاكسيات الشركة 70 سيدة، نجح في اختبارات القيادة منهن 15 فقط، تسلمت 5 منهن العمل وماتزال الاخريات يستكملن اوراقهن، وتتراوح اعمارهن ما بين 25 و35 سنة، ولا يشترط لممارسة العمل مؤهل بعينه او سن معينة، بل يكفي ان تجيد القراءة والكتابة وان تكون سائقة ماهرة وعلي دراية بشوارع القاهرة.. ونظرا لزيادة الاقبال عليهن وقلة عددهن فكرت الشركة في اقامة مركز تدريب علي القيادة لمن لم ينجحن في الاختبارات، فعنصر الامان اهم ما يميز الشركة وينتظر ان يتم تعيين 50 سائقة جديدة بعد فترة شهرين تقريبا. ولا يسمح للسائقات باصطحاب الزبائن الا عن طريق "الكول سنتر" بعد تسجيل بيانات العملاء، كما يعملن في ورديات نهارية فقط حتي الساعة السابعة مساء بمرتب يتراوح ما بين 1500 و3000 جنيه. تجربة مشرفة وقد حاولت العالم اليوم "الأسبوعي" الحديث مع سائقات تاكسي العاصمة فلم توافق منهن سوي واحدة فقط، فعلي حد قول مدير التشغيل غالبيتهن يشعرن بحساسية بالغة من نظرة بعض للسيدات اللاتي يقدن سيارات اجرة ولا يردن ان تنشر اسماؤهن او صورهن في الصحف! ربما لأنهن يخشين من نظرة المجتمع، لكن لو ظهر تقدير حقيقي لعملهن ولهذه التجربة فإن رد فعلهن سيختلف. ولكن إيناس حسن سائقة التاكسي تؤكد انها تمارس مهنة شريفة لا تخجل منها، وقد ترك لها زوجها حرية العمل بالمهنة التي تجيدها ولديها ولد وبنت في سن 14 و15 سنة وتبدأ يومها مبكرا من الساعة 8 صباحا حتي الساعة 7 مساء، فازدحام المرور يجعل مشاوير التوصيل تستغرق وقتا طويلا، والعمل طوال ايام الاسبوع والاجازة اختيارية إما يوم الجمعة وإما السبت. وهي حاصلة علي رخصة قيادة خاصة، ولكنها في ادارة المرور اضطرت لاجتياز امتحان للحصول علي رخصة مهنية علي سيارة ثقيلة، نصف نقل، كشرط من شروط العمل بالشركة، بالاضافة الي التدريب علي الطرق المختصرة لتجنب ازدحام المرور. ولا تشكو إيناس الا من سائقي الميكروباص وتعليقاتهم المزعجة، ولكنها تجد تشجيعا مستمرا من السيدات اللائي يشعرن بالاطمئنان والراحة في الركوب مع سيدة مثلهن. مواقف طريفة أما اطرف المواقف التي تعرضت لها، انها فوجئت ذات مرة بعامل توصيل الطلبات للمنازل يقترب من السيارة وهو يقول لم يتبق سوي "التوك توك" و"الديليفري" ويجلس الرجال في البيت.. وفي مرة اخري، اقترب احدهم من السيارة اثناء توقفها في اشارة المرور وهو يصيح: "برنامج الكاميرا الخفية!". اما اطول توصيلة قامت بها فكانت من مدينة نصر الي محافظة اسيوط لتوصيل سيدة واطفالها والعودة مرة أخري إلي القاهرة. شكوي أصحاب الشكاوي يطالبون المسئولين باعادة تشغيل عدادات التاكسيات ذات اللون الاسود التي لم يمض علي تاريخ صناعتها 20 سنة، مع تحديد تعريفة مناسبة اقل من تعريفة التاكسيات الحديثة المكيفة ذات اللون الابيض التي لاتزال في الضمان ويتولي صيانة عداداتها شركات انتاجها، حتي تستمر تلك الورش في العمل ولا يزيد طابور العاطلين.