كان في مصر في يوم من الأيام مشروع يسمي "مشروع أراضي الخريجين" حيث كانت الدولة تقوم بتوزيع مساحات صغيرة من الأراضي علي خريجي الجامعات لزراعتها.. وقد نجح هذا المشروع في توفير فرص حياة كريمة للشباب في بعض المناطق في المحافظات وبعض هؤلاء الشباب زرع الأرض واستثمر انتاجها بصورة طيبة.. ولكن الغريب في الأمر ان هذا المشروع توقف تماما حيث يتم الآن بيع الأراضي الصحراوية في المزادات التي رفعت أسعار الأراضي بصورة غير مسبوقة.. أمام الشباب الذي كان يحلم ان تكون له يوما قطعة أرض يعيش فيها فقد تلاشي هذا الحلم مع مزادات الأراضي.. هذا اقتراح من مواطن مهموم بقضايا الشباب لعله يجد اهتماما لدي الوزير أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.. تقول الرسالة: إلي السيد الوزير أمين بك أحمد أباظة وزير الزراعة واستصلاح وتنمية الأراضي بعد التحية أتشرف أنا السيد السيد غريب مدير عام بالمعاش ونائب عمدة وعضو تنمية القرية بقرار المحافظ رقم 401 عام 1999 أن أقدم إلي سيادتكم هذا الاقتراح نرجو التكرم من فخامتكم العمل علي دراسته بصفة جدية ومسئولية وطنية ويقوم هذا الاقتراح من خلال العمل علي: 1- حيث يوجد علي أرض مصر أكثر من 18 ألف جمعية تعاونية أهلية ومنها في قطاع الزراعة العديد والعديد سواء من جمعيات الائتمان أو جمعيات الاصلاح الزراعي وعلي رأسها الجمعية المركزية للتعاون الزراعي تستطيع هذه الجمعيات كلها أن تلعب دورا مهما في استصلاح عدة ملايين من الأفدنة الصحراوية بعد دراسة فنية شاملة لتوفير سبل الإصلاح والاستزراع مع تجنيد شباب الخريجين من الريف المصري العاطلين الساكنين في الوادي الضيق الذي جعلهم جميعا في شرنقة مميتة يحوم حولها الفقر والمرض، وذلك بأن تتبني هذه الجمعيات كل جمعية في موقعها شباب منطقتها العاطلين وداخل عباءتها وتحت مسئوليتها فكرة إنشاء قري مماثلة خارج الوادي وغزوا للصحراء الصالحة عملا بالحكمة القائلة "ماحك ظهرك إلا ظفرك فتولي أنت أمور نفسك" ولن تحل مسئولية التنمية الزراعية في مصر إلا بأيدينا نحن المصريين وليس علي أيدي المستثمرين الأجانب الذين يخفوا من وراء ظهرهم الغني الفاحش وتسقيع الأراضي لتحقيق أغراضهم المالية الاستثمارية الملتوية. 2- فهل من مستجاب يا أولي الألباب والأحباب لدراسة هذا الاقتراح وتطويع أجهزة الدولة المتعددة من وزارة الزراعة وهيئة الاصلاح الزراعي وهيئة استصلاح الأراضي والتنمية الزراعية التي يوجد بحوزتها 2 مليون فدان نهبت نهبا من الطامعين المستثمرين والأمر ليس خفيا علي العالمين جندوا هذه الهيئات كلها وشباب مصر ينتظرون منكم أن تعاونوهم بدراسة هذا الاقتراح بجدية مع تكليف البنوك الوطنية في تمويل تنفيذ هذا الاقتراح مع ادخال البنوك والمستثمرين الوطنيين لتمويل هذه الجمعيات وبذلك تعالج مشكلة البطالة والتنمية المستدامة والشاملة لمصرنا الحبيبة وشعب 80 مليون جائع ومستورد لغذائه الكامل. ودمتم وحفظكم الله