نظام "التايم شير" أسلوب عالمي معروف لقضاء الإجازات في مكان أو أكثر من أجل الترويج عن النفس، ورغم المشاكل الكثيرة وربما الشائعات التي أحاطت بتطبيق ذلك النظام في مصر فهناك "الزبون" الواعي والفاهم لمميزات هذا النظام بحيث لا يضحك عليه أحد أو يستغله، ولا يخلوا الأمر دائماً من بعض الشركات أو بعض العاملين فيها الذين يستغلون ذلك من أجل الحصول علي أكبر قدر من العمولة والأرباح. ومن قلب إحدي الشركات ومن خلال بعض العاملين في التسويق للتايم شير كانت هذه الجولة بكل ما تحمله من أسرار وغرائب.. و"مصايد" لايقاع العميل!! تبدأ مهام خدمة العملاء في معظم شركات التايم شير بعملية "تثبيت العميل" من خلال موظفي التسويق سواء كان ذلك في الشارع أو محطات البنزين أو من أمام النوادي والمحال الراقية، وما يلفت انتباه المسوق تجاه العميل أن يكون مستقلا لسيارة جمرك أو ماركة شهيرة أو يري زوجته تتزين بكمية لا بأس بها من المشغولات الذهبية والمجوهرات ومن هنا يبدأ موظف التسويق في نصب الشباك علي العميل من أجل إقناعه بحضور العرض الخاص أو الحفلة التي تنظمها الشركة والتي تكون عادة مصادفة من حسن حظ العميل لأنها توافق اليوم الذي قابله فيه موظف التسويق ويتم إغراء العميل بحرف ذهبي كهدية، وحقيقة ذلك الحرف أنه من النحاس يتم شراءه من خان الخليلي بمبلغ 7 جنيهات، ويتم تقسيم العميل لنوعين عميل مؤهل وهو ما تتوافر فيه الشروط المادية والثقافية والاجتماعية وهذا النوع من العملاء يحصل مندوب التسويق علي عمولة مرتفعة إذا نجح وأقنعه بالحضور لمقر الشركة تتضاعف العمولة وإذا قام بالشراء والنوع الأخر من العملاء غير مؤهلين كالموظف البسيط أو العامل أو من تجاوز سن ال60 أو لا يتمتع باللياقة والثقافة المطلوبة التي تؤهله للمصيف في إحدي القري السياحية، ومع الأسف فإن مندوب التسويق لا يرحم فالمهم أن يحصل علي التارجت الخاص به ولا يقف أمامه فقر العميل أو الصدمة وقلة الحيلة التي سيشعر بها أمام أولاده وزوجته وقت حضوره لتلك الحفلة. ومن داخل إحدي الشركات جاءت ذات مرة مكالمة هاتفية من السيدة "ر. س" مسئولة الحجز بقرية "ذ" بالغردقة قامت خلالها بتوبيخ العاملين بشركة التايم شير وكان موضوع غضبها كيفية بيع أسبوع لعميل وهو لا يحمل أي ثقافة ووعي عن المصيف داخل القري السياحية ويريد أن ينزل لحمام السباحة بالسروال وزوجته مرتدية لجلباب ومن أسفله بنطلون وعلق علي تلك المكالمة وقتها "إبراهيم حسين" محصل في شركة "للتسويق العقاري" بأن عميل التايم شير سابقا كان الجميع يستنشق العطر الخاص به من أول مدخل الشركة أما العميل الآن فرائحة عرقه تعبق أروقتها الشركة وهو ما يوضح مدي تدهور حالة العميل المادية والاجتماعية. ومع ذلك فإن تلك النوعية من العملاء مستمرة في الشراء وهو ما جعلني اتساءل كيف يتم ذلك البيع وما أساليب مندوب المبيعات الذي يجلس مع ذلك العميل لإقناعه بالشراء؟ ويجيبنا "تامر فهمي" مندوب مبيعات في شركة (ش للتسويق العقاري) بأن ذلك النوع من العملاء يقوم بالشراء بهدف المكسب السريع حيث يستغل مندوب المبيعات جانب الطمع لدي العميل ويضغط عليه بكل الوسائل ويحفزه بأنه سيؤجر له الأسبوع الخاص به بمبلغ يصل إلي خمسة آلاف في العام وهو ما يعتبره العميل استثمارا سريعا ومكسبا مضمونا ويقوم المندوب بإيهام العميل بأن موضوع الإيجار سهل جدا وأنه لو وقف أمام قاعة أفراح وتابع حفلات العرس فلن يستطيع الملاحقة علي طلبات التأجير لقضاء شهر العسل. وتذكر "فهمي" موقفاً حدث معه أثناء إحدي الحفلات عندما أقنع عميل بأنه يستطيع تأجير الأسبوع الخاص به عن طريق النادي الدولي للمنتجعات السياحية بمبلغ يصل إلي 18000 جنيه مصري في العام مما جعل العميل يذهب فوراً لبيع المشغولات الذهبية التي ترتديها زوجته من أجل دفع مقدم العقد والحصول علي الأسبوع. يضيف "وائل جمعة" مندوب مبيعات بشركة "ف - ج" أن أغلب المبيعات تتم الآن بسبب إقناع العميل بأنه يستطيع الحصول علي تأشيرة السفر لأي دولة أجنبية أو عربية من خلال اشتراكه في النادي الدولي للمنتجعات السياحية مما يجعل العميل خاصة إذا كان شاباً أو رجلاً كبيراً لديه أبناء شباب يقوم بالشراء طمعا في الحصول علي تأشيرة السفر من أجل البحث علي فرصة عمل فضلا علي حصوله علي خصم 25% علي تذكرة الطيران والمطاعم والفنادق وتأمين السيارات. بينما كان رأي كريم محمود مندوب مبيعات في نفس الشركة أن أغلب المبيعات تتم نتيجة تركيز المندوب علي إقناع زوجة العميل التي تعتبر هي الأصل في عملية الشراء حيث يجلس مديرو المبيعات داخل الحفلات من أجل توجيه مندوب المبيعات نحو مركز القوي وصاحب الكلمة في الشراء من خلال إشارات متفق عليها بينهم لا يلاحظها العميل ويشير كريم إلي أن عميل التايم شير ليس لديه قدر كبير من الوعي لأنه لو كان لديه مقدرة علي الفهم لم يكن ليأخذ قرار شراء أسبوع في مدة ساعتين من الزمن. وتوضح "أسماء عبدالعظيم" مديرة مبيعات بشركة "ش للتسويق العقاري" أن لكل عميل مدخله في البيع حيث يوجد العميل المعتز بذاته فيتم الضغط عليه من خلال إقناعه بأن الأسبوع أكبر من إمكانياته مما يجعله يدخل في تحد مع المندوب ويقوم بالشراء، وهناك العميل الذي يحب أبناءه فيتم التركيز علي مدي الرفاهية التي سيحصلون عليها داخل القرية السياحية وهناك العميل الطماع الذي لا توجد لديه أي مؤهلات للشراء فيتم النصب عليه وتخديره وإيهامه بالمكاسب الكبيرة التي سيحققها من وراء إيجار أو بيع ذلك الأسبوع بعد مدة زمنية، مؤكدة أن العميل يكون علي علم بكل ذلك لكن بسبب طمعه يقدم علي الشراء، وعن اختلاف المعاملة التي تحدث للعميل إذا فكر في إلغاء العقد تقول: لقد رأيت أنا بنفسي أكثر من موقف أثناء عملي حيث ينقلب الهدوء والرقي في التعامل مع العميل إلي تراشق بالألفاظ وأحيانا تطاول بالأيدي وينتهي الأمر بخصم قيمة مقدم العقد من العميل والتي تبلغ 35% ويذهب العميل وهو ناقم علي اليوم الذي أتي به للشركة بينما تغمر الفرحة مندوب المبيعات ومديره لحصولهم علي عمولة العقد ولا توجد أهمية لديهم عن مدي احتياج ذلك العميل لتلك الأموال.