كشفت منظمة الأممالمتحدة للاغذية والزراعة (فاو) عن انخفاض محاصيل الحبوب العالمية لعام 2009 ليهبط إنتاج الحبوب العالمي بنسبة 3.4% إلي 2.2 مليار طن . كما أكدت أن أسعار الغذاء لاتزال مرتفعة للغاية رغم الإنتاج العالمي الجيد من الحبوب في عام 2009. يعود الانخفاض الي تراجع المحاصيل في 2009 بسبب التحسن الذي طرأ عليها في الموسم السابق 2008، مما أدي الي انخفاض الاسعار وانصراف المزارعين عن زراعة الحبوب في بلدان منتجة رئيسية، وهي دورة معروفة بالنسبة للمحاصيل الزراعية التي تتعاقب فيها المواسم المربحة وغير المربحة بناء علي حركة الأسعار، هذا إذا لم تتدخل عوامل مناخية خارج السيطرة لتتحكم في مساحات الأرض المزروعة بالحبوب . يعد الأمن الغذائي مصدرا رئيسيا للقلق في الدول النامية، حيث لاتزال أسعار المواد الغذائية المحلية مرتفعة برغم التراجع الحاد في الاسعار العالمية منذ بلغت ذروتها في عام 2008. في غضون ذلك حذرت مسئولة بالأممالمتحدة من ان اندفاع الدول الغنية لاقتناص أراض زراعية مؤجرة بالدول النامية لاسيما في إفريقيا لضمان الأمن الغذائي في بلادها قد يفجر صراعات في الدول الفقيرة. فمن الأفضل بقاء جزء علي الاقل من المحاصيل التي يتم إنتاجها من أراض مؤجرة لحكومات أجنبية في الدول المالكة للاراضي للمساهمة في ضمان الامن الغذائي المحلي. تتزايد المخاوف من نشوب صراعات علي الغذاء في الدول الفقيرة خاصة في افريقيا لأن الأراضي الزراعية في افريقيا ليست وفيرة بهذا القدر، إذا وضعنا في الاعتبار أن الصحراء تتسع، والاراضي الزراعية تتقلص بسبب الفيضانات والجفاف. فإذا جاء أجانب ليزرعوا الأرض بالغذاء ثم أخذوه بعيدا..فمن المرجح أن تنتج عن ذلك حالة من التذمر وعدم الاستقرار. تفيد تقارير (الفاو) أن اعداد الجوعي حول العالم مذهلة والمستقبل كئيب، فوسط الأزمة المالية العالمية الحالية يوجد أكثر من مليار شخص في مختلف أنحاء العالم يعانون الجوع. حذر بايربل ديكمان رئيس إحدي المنظمات غير الحكومية المعنية بمكافحة الجوع في مختلف أنحاء العالم ومقرها في مدينة بون الألمانية، من أن نحو 200 مليون طفل يعانون نقص التغذية . تهدف (الفاو) إلي إعطاء قوة دفع جديدة للحرب التي لا تنتهي ضد الجوع من خلال مؤتمرات القمة المتعاقبة التي يدعو اليها رؤساء الدول والحكومات لتبادل الرأي والالتزامات بتنفيذ برامج دولية لمكافحة الفقر والسيطرة علي الجوع، السنغالي جاك ضيوف المدير العام للفاو أكد أن أزمة الجوع الصامتة التي تؤثر علي سدس البشرية تمثل خطرا كبيرا يهدد السلام والأمن العالميين. وناشد المجتمع الدولي تشكيل إجماع واسع من أجل القضاء السريع والكامل للجوع في العالم.