تسابقت شركات الأدوية في ماراثون لإنتاج لقاح مضاد لانفلونزا الخنازير التي باتت تهدد العالم بانتشار وبائي واسع النطاق، المهم أن يكون اللقاح آمنا لا يسبب مضاعفات غير مرغوب فيها، كما يجري التأكد من عدم تسببه في أعراض جانبية قد تكون أكثر خطورة من انفلونزا الخنازير نفسها. كل الجهود تركز علي التوصل إلي العقار المضاد للفيروس بحيث يكون جاهزا وسليما ويطرح في الأسواق في فصل الخريف، بعد تجربته علي المتطوعين الذين يقبلون تجربة اللقاح الجديد عليهم رغم معرفتهم بالاخطار التي تحيق بهم. الآن وبعد توافر نتائج هذه الأبحاث والتجارب، أعلنت وزيرة الصحة الأمريكية أن هيئة الغذاء والدواء وافقت علي العلاجات التي قدمتها أربع شركات مصنعة للدواء الخاصة بعقار مضاد لانفلونزا الخنازير، والتي سيتم توفيرها أولا للمرضي الأكثر عرضة للخطر جراء الفيروس في الخامس عشر من أكتوبر المقبل. بعد ذلك ستكون هناك كميات كافية من العقار لجميع الأمريكيين. مع اقتراب فصلي الخريف والشتاء، فإن أمراض الانفلونزا العادية، المعروفة باسم "الانفلونزا الموسمية" ونزلات البرد تنتشر في حين أن فيروس انفلونزا الخنازير متواجد يتربص بالناس منذ بعض الوقت. الأطباء يقولون إنهم يخشون من هذين النوعين من الفيروسات بسبب تداخل أعراض الفيروسين، الأمر الذي يؤدي إلي تعقيدات كبيرة للعاملين في القطاع الصحي في أي مكان حول كيفية التمييز بينهما. يقول الخبراء العاملون في قطاع الأمراض المعدية إن علي الناس أن يكونوا مدركين للأعراض، رغم أن نزلات البرد والانفلونزا الموسمية وانفلونزا الخنازير هي جميعها أمراض تتعلق بالجهاز التنفسي، غير أنها نتاج فيروسات مختلفة. الأعراض الشائعة عن نزلات البرد هي الكحة المتزايدة وزكام الأنف والاحتقان والألم في بعض أنحاء الجسد. أما أعراض الانفلونزا الموسمية وانفلونزا الخنازير فتتمثل في ارتفاع حرارة المريض والآلام الشديدة والكحة الجافة والاسهال والوهن الشديد. وفي مثل هذه الأعراض من الصعب تحديد أي الفيروسين أصاب جسم الإنسان من دون فحوص معملية. حينما يبدأ المريض بالمعاناة من مشكلة في الجهاز التنفسي أو الجفاف الناجم عن الفيروس، فإن عليه أن يتوجه إلي الطبيب، فربما تكون هذه الحالة ناجمة عن فيروس انفلونزا الخنازير، وربما عبارة عن الانفلونزا الموسمية، التي قد تكون تأثيراتها حادة أيضا لدرجة ادخال المريض بها إلي المستشفي لتلقي العلاج. علي أن أكثر الناس عرضة للإصابة بانفلونزا الخنازير هم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 6 شهور و35 سنة، والنساء الحوامل وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل الأزمة والسكري وأمراض القلب والرئتين.