تعد قناة السويس أحد أهم مصادر الدخل القومي، وقد تأثرت بصورة مباشرة من توابع الأزمة المالية العالمية خاصة مع انخفاض حجم التجارة العالمية التي أدت بالتبعية إلي انخفاض حركة التجارة العابرة لقناة السويس. ويوضح د. عبدالتواب حجاج المستشار الاقتصادي لرئيس هيئة قناة السويس أن انخفاض حجم التجارة العالمية أثر بصورة سلبية علي حركة التجارة العابرة لقناة السويس حيث انخفضت أعداد السفن بنسبة 8،2%، كما انخفضت كميات البضائع بنسبة 13،9%، وانخفضت الايرادات أيضا بنسبة 7،2% في السنة المالية 2008/2009 مقارنة بالعام المالي 2007/2008. ويشير عبدالتواب حجاج ومن خلال المتابعة الشهرية لحركة السفن في القناة إلي أن حجم الانخفاض في حركة التجارة العابرة بدأ يقل،منوها إلي أن التراجع الكبير كان في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير، ثم عادت المؤشرات للاستقرار بداية من شهر مارس 2009 حيث ظهر التحسن في معدلات حركة التجارة العابرة وهذا التحسن مستمر حتي الآن. وينوه حجاج إلي أن نسبة 9،6% من حجم التجارة العالمية تقوم بعبور قناة السويس وبالتالي حينما يحدث انخفاض في الطلب العالمي علي النقل البحري لابد أن تتأثر ايرادات القناة، مشيرا إلي أن إدارة القناة كانت قد لجأت إلي بعض السياسات الإدارية والحوافز لتحسين مستوي الايرادات وجذب السفن للعبور عبر قناة السويس بدلا من العبور عن طريق رأس الرجاء الصالح أو عن طريق الساحل الغربي لأمريكا، منوها إلي أن هذه السياسات حققت نجاحات ملحوظة وظهر ذلك في مستوي أداء القناة المعلن في 2007/،2008 ولكن الأزمة وما ظهر عنها من بعض التداعيات أدت إلي تراجع معدلات هذا الانجاز السابقة تحقيقه حيث أدي انخفاض أسعار البترول الخام إلي هروب السفن ولم تعد الحوافز المقدمة كافية وفي النهاية نحن جزء من منظومة تتأثر بجميع العوامل المحيطة.