وصلتني علي البريد الالكتروني رسالة استغاثة من سائقي سيارات النقل يعبرون فيها عن تضررهم من قرار تحويل كل السيارات النقل إلي الطريق الزراعي في نهاية كل أسبوع. ويصفون هذا القرار بأنه قرار عنصري، صدر لصالح أولاد الأكابر لكي يستريحوا في السفر وهم يتجهون إلي مارينا وأخواتها. ويطالبني هؤلاء في رسالتهم بالوقوف إلي جانبهم في الدعوة إلي إلغاء هذا القرار..! وحقيقة كنت أتمني لو أن لهم قضية عادلة تستحق المساندة والوقوف إلي جانبهم، لكني لا استطيع أن أشعر بالتعاطف مع سائقي سيارات النقل في بلادنا أو أن أقف في نفس الخندق معهم، كما لا اعتقد أن قضية منعهم من استخدام الطريق في نهاية الأسبوع لها علاقة بأولاد الأكابر الذين يتم الزج بهم كسبا أو بحثا عن التعاطف الشعبي..! فما يفعله سائقو سيارات النقل علي الطرق السريعة لا علاقة له بآداب أو بقواعد القيادة ولا بالقانون فما يحدث هو الإرهاب بعينه وهو تعريض لأرواح الأبرياء للخطر واستهتار تام وكامل بكل أشكال وتعليمات المرور..! فسيارات النقل تدخل في سباق علي الطرق السريعة وتحتل الحارات اليسري واليمني، وتنطلق بأقصي سرعة بينما تقذف وراءها حمما بركانية من الرمال والزلط المتصاعد منها وهو يهدد كل سيارة قادمة بخطر الموت..! وسلوكيات سائقي سيارات النقل أصبحت معروفة للجميع، ويكفي أن في كل طريق سريع هناك مكان خاص خلف أحد البيوت أو المقاهي يتجمعون فيه لتعاطي المخدرات التي يعتقدون أنها تساعدهم علي القيادة وعدم النوم، وبعضهم ألقي القبض عليه وهو يدخن الشيشة أثناء القيادة! لقد كتبوا لي رسالة يطلبون فيها المساندة، وأنا يؤسفني أنني لا أستطيع التعاطف معهم ولا الاعتقاد يوما بأن ظلما قد وقع عليها، فهم بسلوكياتهم يمثلون أبشع أنواع الظلم والإرهاب..! [email protected]