سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وصل بها إلي الذروة ثم تحولت علي يده أيضا إلي مجرد "سمكري" شبكات
تشامبرز يدفع "سيسكو سيستمز" لتنويع منتجاتها واقتحام أسواق جديدة بأمل استعادة قيمتها الضائعة
لم يعد جون تشامبرز رئيس مجلس ادارة شركة سيسكو سيستمز ورئيسها التنفيذي يسافر كثيرا ولا يرجع ذلك كما تقول مجلة "الايكونوميست" إلي أنه يفتقر إلي الطاقة والصحة وانما يرجع إلي ثقته وحماسه الشديد للتكنولوجيا التي تنتجها شركته، فمنذ عام 2006 انتجت سيسكو نظاما للفيديو كونفراس تحت اسم "تيليبرزنس" جعل هذه الاجتماعات الاليكترونية صورة نابضة بالحياة ولذلك فإن تشامبرز يحرص علي استخدامه للاتصال بزملائه وبزبائن سيسكو في أوروبا وآسيا. ونظراً لأن تشامبرز يقود شركة كبيرة ويقوم ايضا بإعادة تشكيلها في الوقت الراهن فإن اجتماعاته الاليكترونية عادة ما تكون قصيرة ومركزة ولعلنا نذكر أن سيسكو كانت في فترة ازدهار شركات الدوت كومز في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي تعد علامة بارزة من علامات "الاقتصاد الجديد" حيث كانت تنتج معظم معدات تداول البيانات عبر الإنترنت، وفي بدايات عام 2000 وصلت قيمتها السوقية إلي 550 مليار دولار لتصبح آنذاك أكبر شركة في العالم وبعد ذلك بعام واحد أي بعد انفجار فقاعة شركات التكنولوجيا لم تغرق سيسكو في هذا الفيضان المدمر وأن كانت قد فقدت الكثير من قيمتها السوقية التي لم تعد تتجاوز الآن المائة مليار دولار الا بقدر بسيط، ومنذ ذلك الحين صارت سيسكو تعتبر سمكريا مهما للشبكات الاليكترونية ولكنه متواضع وكليل. وبالطبع لم تكن سيسكو ذات مناعة من مواجهة الركود العالمي الراهن ففي الربع الأخير حتي يوليو 2009 لم تتجاوز أرباحها 1.1 مليار دولار بانخفاض بلغ 45% عما كان عليه في ذات الربع من العام السابق، ولكن سيسكو التي بلغت ايراداتها في آخر عام مالي 36 مليار دولار ويعمل فيها 66 ألف شخص عادت أخيرا لتحتل مانشيتات الصحف بأخبارها المتنوعة، فقال أحد هذه العناوين في يناير الماضي ان سيسكو نخطط لتحقيق دفعة قوية في سوق الخادمات الكمبيوترية، وقال آخر في مارس ان سيسكو ستدخل أكثر في سوق اليكترونيات المستهلك اما احدث العناوين فيبشر بأن الشبكة الذكية التي ستنتجها سيسكو سوف تتفوق علي الإنترنت من حيث الحجم وهذا كله معناه ان السمكري بدأ يتوسع في فروع أخري غير مجرد انتاج معدات الشبكات. لقد راحت سيسكو تحت قيادة تشامبرز تقدم تكنولوجيات جديدة في ميادين متعددة من الرعاية الصحية الافتراضية إلي الأمان والأمن إلي الفضاء إلي غير ذلك من الأسواق المتاخمة لسوقها الرئيسية، نحو 30 سوقا جديدة تحاول أن تتمدد فيها وتعتبرها مناطق للنمو ولا يزال الرجل يبحث عن أسواق متاخمة جديدة لاقتحامها أملاً ان ينجح في نصفها علي الأقل ويجعلها تدر نحو 25% من ايرادات سيسكو في غضون الخمس أو العشر سنوات القادمة. ومع ذلك فإن هناك في وول ستريت من يعتقد ان تشامبرز الذي تولي قيادة سيسكو لمدة 14 عاما متصلة يأخذ الشركة إلي أسواق رفيقة يمكن ان تنكسر في أي وقت ولكن الرجل علي عكس ذلك يعتبر توسعاته محاولات جسوره لتحقيق هدفين أولهما ان تصبح سيسكو المورد الرئيسي للأشياء الضرورية التي تحتاجها هذه الأسواق، أما الثاني فهو أن تكون شركته نموذجا مضيئا لكيفية استخدام هذه المعدات بنجاح أي ان سيسكو لن تقدم فحسب المعدات اللازمة لشركة المستقبل وانما ستقدم أيضا النموذج التنظيمي أو المؤسسي لاستخدام هذه المعدات. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان سيسكو حتي في زمن ازدهارد شركات الدوت كومز كانت تقدم للشركات معدات بناء شبكاتها الاليكترونية ولكنها كانت تقدم أيضا خدمة صيانة هذه المعدات وحسن استخدامها وقد حققت سيسكو ايرادات كثيرة من هذه الخدمات ولكن الناس علي أية حال لم تكن تري من سيسكو سوي معداتها وهذا لا ينفي ان سيسكو كانت متفوقة في صنع المعدات وايضا في مجال البرمجيات ولعل هذا ما جعلها تستحوذ حتي الآن علي نحو 64% من سوق شبكات المعلومات الخاصة بالشركات حسب أرقام الربع الثاني من عام 2009. أضف إلي ذلك أن سيسكو من أوائل الشركات التي عمدت إلي الاستعانة بالآخرين سواء في صنع نفس ما تنتجه من معدات أو في مجال الأبحاث والتطوير كذلك أدركت سيسكو مبكرا أن سوق منتجاتها الرئيسية في مجال معدات الشبكات قد تشبعت وانها لم تعد قادرة علي أن توفر لها معدلات النمو الكبيرة التي كانت تحققها في الايرادات والتي كانت تناهز 50% سنويا حتي ان ايراداتها من هذه السوق قد ارتفعت من 2.1 مليار دولار عام 1994 لتصبح 9.18 مليار دولار عام 2002 وقد كان الدواء العاجل الذي حرصت سيسكو علي تعاطيه هو البحث عن أسواق جديدة واعدة وقد وصلت سيسكو بالفعل 6 أسواق جديدة منها سوق معدات الشبكات البصرية وسوق معدات الاتصال اللاسلكية وسوق تليفون الانترنت واليوم أصبحت هذه الاسواق تدر علي سيسكو 25% من ايراداتها وهذا الاتجاه إلي التمدد والتوسع تحول بمرور الوقت إلي خصلة مؤسسية داخل سيسكو وسونغ لرئيسهاجون تشامبرز غزو الثلاثين سوقا المتاخمة التي اشرنا إلي بعضها فيما سبق وعموما فإن ايرادات سيسكو تأتي حاليامن 5 قطاعات هي المحددات Routers والمبدلات Switches والتكنولوجيات الجديدة ثم الخدمات وأخري ولايزال سوق المحددات والمبدلات يقدم وحده نصف الايرادات السنوية أما سوق التكنولوجيا الجديدة فيقدم ربع الايرادات والباقي من الخدمات والمجالات الأخري.. وعلينا أن ننتظرهل سينجح تشامبرز في خطته وإلي أي مدي؟ فهذا هو السؤال المهم الذي سيجيب عليه المستقبل.