بعد أسابيع قليلة ينعقد في الإسكندرية مؤتمران، كل منهما غاية في الأهمية، أولهما في الثاني والثالث من أكتوبر وهو عن مفهوم الحياة والموت في الثقافة والعلم والحضارات المختلفة، وثانيهما في نوفمبر عن داروين صاحب نظرية النشوء والارتقاء. وإذا علمنا أن مؤتمر مناقشة الحياة والموت يشارك فيه أكثر من 70 باحثا وطالبا من بينهم باحثون مصريون ويابانيون والعديد من المتخصصين في هذا المجال من دول البحر المتوسط فلابد أننا سنجد العديد من الأفكار التي يمكن أن تنقذنا من التخلف في حكاية قانون نقل الأعضاء، وقوانين البحث العلمي في مجال العلاج بالخلايا الجذعية. وكل ما أتمناه هو أن نجد بين المدعويين لهذا المؤتمر أطباء دارسو الشيخوخة، وأطباء الرعاية الحرجة بما يملكون من قدرات اكتسبوها من ملامسة اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت وإذا ما جاءت جامعة طوكيو للعلوم الإنسانية بأبحاثها في هذا المجال فعلينا أن نتوقع المزيد من الفهم ممن يجيدون صيانة الحياة عبر نوعيات من الأطعمة وأساليب الحياة التي تكفل للإنسان صحة وحيوية كي يعيش منتجا ومضيفا لمن حوله، خاصة ونحن نعلم أن اليابان تشكو حاليا من قلة النسل، فحين هجمت الحضارة الغربية بأساليب حياتها، وبعد تفجير قنبلتي هورشيما ونجازاكي، انتشرت في اليابان درجة من الزهد في إقامة عائلات جديدة ويظل الشاب مندفعا إلي نمط الحياة الغربية، فيهرب من إقامة عائلة ويغرق في المتع دون أن يرغب في تحمل المسئولية، وهذا ما يثير جميع رجال الدين هناك في أغرب اتحاد سمعت عنه وحاورت اقطابه وأعني به اتحاد الأديان في اليابان حيث يوجد مجلس يضم كل رءوساء الطوائف الدينية تحت رئاسة الراهب الأول بمعبد ميجي ويشكو كل رجال الدين في اليابان من انصراف الأجيال الجديدة عن الزواج وبذلك يصبح هناك خوف علي حيوية القوي العاملة والمنتجة باليابان، وهناك حرص شديد علي مد حبال العمر إلي آخر مدي. أما مؤتمر داروين فمن المتوقع أن نسمع فيه ماذا بعد داروين وما الذي أثبت الواقع من رؤاه وماذا يمكن أن نضيف بالبحث العلمي لمزيد من دراسة التطور. وبيني وبين نفسي أفرح بما تضيفه مكتبة الإسكندرية من أفكار ورؤي ومؤتمرات، لكني أتساءل هل يمكن أن ننظم مؤتمرا عن نظافة القطر المصري، ونخرج منه بتوصيات ودراسات قابلة للتطبيق؟ أكتب ذلك لأني أعيش في مدينة المهندسين التي كانت حتي منتصف السبعينيات من أرقي أحياء المحروسة ثم تدهور الحال حتي صرنا نعيش في قمامة تتعامل معنا شركات جمعها وكأننا بشر زائدون عن حاجة مجتمعاتنا.