في سياق الترويج للافكار الاسرائيلية حول ضرورة دفع ثمن عربي باهظ لتجميد الاستيطان، رجح مصدر سياسي اسرائيلي موافقة تل ابيب علي خطة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتجميد بناء المتسوطنات في الضفة الغربية وذلك مقابل تقديم العرب والفلسطينيين بوادر حسن نية تجاهها. نسبت وكالة الانباء الالمانية إلي مسئول اسرائيلي رفيع المستوي قوله إن الإدارة الامريكية تسعي لتوفير الارضية المناسبة لاوباما خلال انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر المقبل، وذلك عبر تقديم التزام اسرائيل بتجميد اعمال البناء في المستوطنات بالتزامن مع إعلان الدول العربية اتخاذ خطوات للتطبيع مع اسرائيل بما في ذلك تبادل الممثليات الدبلوماسية. مصادر سياسية اسرائيلية سبق أن نفت ما تردد من انباء حول قيام قطر وسلطنة عمان بابلاغ اسرائيل نيتيهما استئناف علاقتهما باسرائيل قريبا خضوعا لضغوط امريكية شديدة مورست عليهما مؤخرا بهذا الخصوص. وأشارت مصادر اخري إلي وجود محاولة امريكية لاقناع الحكومة الاسرائيلية بأن الامور تتقدم مع محاولة الضغط علي اسرائيل لوقف البناء في المستوطنات، وان إدارة الرئيس أوباما تضغط علي الدول العربية لتقديم بوادر تطبيعية تجاه اسرائيل لدفع عملية السلام للأمام. يتجه المحللون إلي أن ما تقدمه اسرائيل من تنازل في صورة وقف للمستوطنات عبارة هو في الواقع عبارة عن تنازل تكتيكي حتي تتمكن امريكا من الضغط علي العرب، ويتوقع المحللون أن يختلف العرب ويحدث انشقاق فيما بينهم حول المقترح الامريكي وبذلك تكون اسرائيل قد تمكنت من إلحاق بعض الهزيمة بالعرب من خلال استنزافهم داخليا بالمشاكل حول ما يجب وما لا يجب في التعامل مع اسرائيل. المعروف أن الدول العربية اختلفت فيما بينها منذ طرحت مصر اختيار تحقيق السلام عن طريق التفاوض بعد حرب اكتوبر ،1973 منذ ذلك الوقت مضت مصر في تحقيق رؤيتها الاستراتيجية المبنية علي استثمار الظروف التي اتاحتها الحرب ونتائجها علي الارض في ذلك الوقت ولكن ما سمي بجبهة الرفض في ذلك الحين لم تستطع التحرك بايجابية علي الساحة الدولية نظرا لافتقارها إلي الرؤية العملية والاعتماد علي افكار نظرية عن حتمية زوال الاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطين في يوم من الايام! الآن تحاول اسرائيل اللعب علي نفس الوتر ليس لمجرد إيجاد تناقضات عربية اضافية، ولكن لاستهلاك الاستراتيجية الامريكيةالجديدة وافشالها بأيدي الاطراف العربية وليس بيد اسرائيل. المهم لدي إسرائيل هو الاحتفاظ بنفوذها القوي لدي الإدارة الامريكية وقلب الطاولة علي محاولات بناء موقف أمريكي متوازن من قضية النزاع العربي الاسرائيلي.